مشاعري وشواعري لا ترمض عن ذكرك ، وليبقى طيفُكِ في خيالي نعمةً أشكر الله على منحي إياها ، واختصاصي بها دون سواي ، أنتِ يا غلاتي درة الكون ، وإيقونة الحسن ، وآية القداسة. فحين أراكِ ترتعد فرائصي فرحا بلقائك ، ولا أروع من لقاء كهنالك، وفي غيابك ترتعد نفس تلك الفرائص خوفا ألا أجدك ، أو أن أفقدك لو سمح الله للأبد... أيتها الجميلة ، أتمنى أن أناديك يوما ما بالحبيبة ، وهذا فوق ما يستحال ، ليس لأني لا أملك الجرأة، بل ليقيني أن ذلك اليوم لم ولن يأتي ، وما ذاك إلا لأن لحبيبتي قلبا أقسى من الحجارة ، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار . ما أُخذ مني أحبُ إليّ مما تُرك ، وما تُرك ليس بعزيز في سبيل ودادها . هي رائعةٌ في كل شيء إلا الهجر ، وكاملة بكل شيء إلا التجاهل ، صمتها قاتل ، وجوابها مسكت ، إن ناديتها أختي ردت ، وإن دللتها كعزيزتي صدت وغادرت . آنستي أسائلك عن أي عينٍ غير عيني الحولاء قد رأتك محاسنك ؟ وعن أي كلامٍ غير سبكي المنثور قد أخبركِ عن شمائلك ؟ فرفقاً بمن يذوب لك رِقَّاً، ووصلاً لمن انقطع لك وتبتل . لقلبك السكينة، ولعينيك السلام