دُّمُوع الإصلاحيّين ليست دُّمُوع تماسيح ، وهي في الغالب لا تفسر حزنًا وأسفًا ظاهرًا ، كما هي دموع الجماهير ، معاذ الله أن تكون كذلك ، إنّها غالية وثمينة ، وقد تنسكب والناس يضحكون ، وقد تتقاطر وهم يتألمون ..
ورجوعًا إلى الوراء قليلا ،هل تتذكرون كيف انسكبت دّمُوع الإصلاحيّين يوم مقتل عفاش؟ هلا كانت محبة في ذلك الزعيم كما كنا نتوهم ، أو أنّها مخافة من أحداث تتلو وتستجد.
وقد قَبِلَ الإصلاحيون آنذاك توبة الهالك عفاش، وتناسوا كل جرم اقترفه بحقهم وحق أهل اليمن ، تباكى كثير منهم ، وأظهروا للزعيم مناقب ومحامد لم نسمع بها البتة ، وقد كان ذلك دعوة منهم للمؤتمرين المؤمنين بحبّ الزعيم إلى تأسيس كيان موحد يجمعهم ، به يطردون مليشيا الإنقلاب ، ويثأرون لدم الزعيم ، وحين يئس الإصلاح وأهله من بغيته التي كان ينشدها ، عاد ناشطوه لسب عفاش بأقذع الألفاظ.
صباح أمس الثلاثاء 3 / ديسمبر / 2019 تيقّظت والإصلاحيون يتباكون لمقتل الشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في تعز ، فكتبت على حائطي الفيسبوكي أن الإصلاحيين لا يبكون ، وإنما يتباكون ، وبكاؤهم لا يمت بصلة إلى شخص عدنان ، فانهالت عليّ الشتائم ، وكأني قد كفرت برب الإصلاح ، يا قوم ، لمَ هذا البكاء والنحيب ؟ وكيف لي تصديقكم وأنا أعلم ما فعل الحمادي وأبو العباس بالأمس ، ألم تكونوا تتوجسون منه خوفا؟ هل تباكيكم حبا في ذلك القائد ؟ أم أنكم تبكون لما قد تحبل به الأيام.
تتهم الإمارات الإصلاح بالجريمة ، وليس في تباكيهم دليلا على عدم تورطهم ، لا سيما وأننا رأينا جناة مجرمين يتباكون ، لطمس الشكوك وذر الرماد على العيون، وهم كذلك يشيعون ويدفنون ويعزون ، لذا ينبغي على الإصلاحيين تسخير أجهزة الدولة لكشف الحقيقة ، وتقديم الجناة للعدالة ، وإثبات براءتهم من خلال ما أسلفت فقط ، والنياحة منذ بدء الخليقة لا تختص بها إلا النساء.
الإصلاحيون وأنا واحد منهم نتباكى رُبّما لما قد يحل بنا في الغد ، فقد يكون إغتيال الشهيد الحمادي جاء لرفضه من تنفيذ مخططات وأجندة إماراتية تستهدف مدينتنا الحبيبة " تعز "، وقد يخلف الشهيد في قيادة اللواء 35مدرع من لا يرفض، ولا يتورع..
أو أن الإمارات أرادت إصلاح تعز بدم عدنان ، وكلا الأمرين مر.