خطاب نائب رئيس الوزراء المستجدي لدولة الإمارات السماح لطائرات اليمنية المبيت في مطار المكلا، كان صادماً..
الخنبشي رجل سياسي وشخصية لها وزنها، ما كان ينبغي له أن يستخدم ذلك الخطاب الاستعطافي حد الوجع فينا..
فالطبيعي أن يأمر الخنبشي- بحكم منصبة الذي يمثل الجمهورية اليمنية أرضاً وإنساناً- هذه الدويلة المارقة الإرهابية المسكونة بكنتونات الغدر والخيانة.. بأن لا مكان لها في اليمن وأن يكون أمره معبراً عن السيادة الوطنية، إذ لا يمكن يا صاحب المعالي، أن نستعيد هيبة الدولة بالاستجداء وما ينبغي لنا ذلك مهما بلغت غشامة هذه الدويلة الطارئة على الوجود، بل بقوة إرادتنا، وسلطة الدولة، وصلابة المواقف والحزم والعزم تتحقق الإرادة ويتقزم الدخلاء..
ليست اليمن ضعيفة ولن تكون، لكن مشكلتنا أنكم من الفخامة إلى أصغر معالي في الحكومة كُنتُم ومازلتم نقطة ضعفنا وضعف اليمن قاطبة، ولكم نقول:
اليمن لا يستجدي بل ينتزع سيادته وحقوقه وعزته وكرامته غصباً عن كل معتدٍ أثيم.. فإلى متى ستظلون أيها الفخامة والمعالي مصدر الضعف والهزيمة والقهر القاتل لكبرياء اليمن؟..
أنتم بأياديكم المرتعشة كُنتُم ومازلتم أكبر تهديد للدولة اليمنية..
أنتم بمواقفكم المرتعشة وخيباتكم المتلاحقة تهددون وحدتها ونسيجها الاجتماعي.. وبأياديكم المختضلة تشكلون نقطة ضعف إرادة حسم معركتنا الوجودية، وضعف إرادتكم في اتخاذ القرار كان وما يزال مصدر قوة المليشيات المسلحة الإنقلابية في صنعاء وعدن..
أيها الفخامة،،
أيها المعالي،،
وأنتم يا أصحاب السعادة،،
اخلعوا من أياديكم القفازات المرتعشة وألبسوها قفازات أوجاع الشعب وأنين الجرحى وصراخ الثكالى وعويل أمهات المفقودين، وضعوا فوق كل ذلك، إرادة الجيش الوطني العظيم، لسحق مصدر أوجاعنا في الشمال والجنوب.
كونوا في مستوى العمق العظيم لحركة النضال الوطني عبر التاريخ، تخلوا عن حالة الهوان الذي ارتضيتموها لأنفسكم من أجل استجداء من يفترض أن يستجديكم.. كونوا شامخين كشموخ جبال عيبان وردفان..
حالة من القهر تسكن صدور شعب عظيم، حين يسمع خطابات الاستجداء تارة لفتح مطاراتنا، وتارة لفتح الموانئ ، وتارة للسماح بعودة الوزير، وتارة للسماح بعودة قائد عسكري، حتى وصل الأمر لحالة الاستجداء للسماح بعودة "الرئيس"..؟
أيها الفخامة والمعالي والسعادة..
طريق الحرية والاستقلال وإنهاء الانقلاب والتمرد ووأد الوصاية ونزع الأسلاك الشائكة عن وطننا العظيم، وعودة العاصمة صنعاء وعدن الحبيبة، وسيادة الدولة، وسيادة العدالة والقضاء والقانون، كلها طريقها واحد واحد واحد يمر عبر فوهة البندقية التي تمسكها إرادة الدولة وعزيمة أبطال الجيش الوطني في الجبهات، ودون ذلك فهو الهوان والذل والارتهان..
فامتلكوا إرادة وقوة انتماء تتحقق رفعة وسيادة اليمن.