قيل: إنّ فرعون "طاغية مصر" أصله من تعز ، واسمه (عون ) ، وكان يرعى الغنم في مخلاف الحجرية ، ثم شرد منها فقيل : فرَ عون ، وسمي بذلك. ولعل هذا -وكما جاء عن العلامة المعلمي في حاشيته على الإكمال- من قبيل الطرف اللاتي اشتهرت على ألسنة العامة ، وقد يكون ذلك يقينا ، ولِمَ لا ؟ وتعز تعج بفراعنةٍ لو انتصروا على خصومهم ، وملكوا كمُلك صاحبِ مصر ، لقتلوا رُبّما الأجنة في الأرحام ، وسفكوا الدماء أكثر من سفك مَن سكن الأرض قبل أبينا آدم عليه السلام.
في تعز طواغيت كثيرة ، بعضها ظاهر ، وبعضها خفي ، والخفي أكثر عدوانية من ذلك الحوثي الجلي ، وحين يلبس المجرم ثوب داعية زاهد ، أو ثوب تاجر خيّر ، يكون جرمه أكثر وطأة ، وأبلغ مضرة ، وشر البلية أن ترى عامة الناس وخواصهم تجل ذلك المجرم وتثني عليه ، أما بدافع الغباء المطلق والجهل المركب ، أو بدافع الدفع المعجل والظاهر المزيف.
التفكير في العمق ، وتحليل الأحداث برؤى منهجية ، يقرب من نهاية المعركة ، ويقرب كذلك من سبل الكشف عن عدو تعز الحقيقي .
وإلى متى تظل تعز تدمر وتحاصر وتجوع ؟ وإلى متى يظل أبناء هائل حاملين مبادرات فتح المعابر؟!.