ليس غريبا على ما تقدمه دولة الكويت الشقية من مشاريع تنموية وإغاثية في المجال الإنساني للشعب اليمني عبر الهيئة الكويتية للإغاثة ، فدولة الكويت لها جذور ممتدة في العلاقات التاريخية والأخوية مع الشعب اليمني والوقوف إلى جانبه والعمل على تأسيس المشاريع التنموية في جميع المحافظات اليمنية.
في زحمة انشغالنا بالمواجهات العسكرية بين قوات الشرعية ومليشيات الإنقلاب، تتزايد أهوال المأساة الإنسانية، وننقب في الواقع عمن يقوم بدور إغاثي، فنجد دولة الكويت تقوم بدور هام في المحافظات المتضررة من الحرب، وبعيداً عن ضجيج المنظمات الدولية، تقوم الهيئة الكويتية للإغاثة بتقديم خدمات إغاثية ومشاريع تنموية جبارة حيث نفذت بتوزيع آلاف السلال الغذائية للمتضررين والأسر الفقيرة في محافظات أبين ولحج وبقية المحافظات كما قدمت منحة غذائية في لحج وتضمن396 سلة غذائية بالإضافة الى 4300 بطانية بتكلفة 47 مليون ريال يمني" ناهيك عن المشاريع الإغاثية الأخرى في الجوانب المختلفة من الكهرباء وحفر آبار المياه.
منذ إستقلال الكويت بدأت تتخذ سياسه الانفتاح تجاه جيرانها والدول العربية ففي 1963م بدأت تتدفق المساعدات المجانية المقدمة من الحكومة الكويتية عبر الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي، والتي تمثلت بإقامة مشروعات تربوية وصحية، وخدمية مختلفة، استمرت لفترة طويلة من الزمن.
الكويت وشعبها يسكن في وجدان الشعب اليمني يشهد لها بذلك أكبر صرح علمي في البلاد " جامعة صنعاء" والمستشفيات المنتشرة في أنحاء البلاد ومشاريع التنمية المستدامة .
الدعم الاقتصادي والتنموي الذي تقدمه الكويت لليمن نابع عن إيمانها الراسخ بأن أمن واستقرار اليمن هو أمن لمنطقة الخليج حيث وأن اليمن يشكل عمقا استراتيجيا ومجالا حيويا لها وعنصر أساسي لاستقرار الجزيرة العربية برمتها
دائما ما يجد المواطن اليمني الكويت إلى جانبه في أعز الأزمات التي عصفت بالبلاد ، بعد قيام ثورة سبتمر كانت الكويت سباقة في نشر مشاريع الخير والتنمية في البلاد عبر جوانب مختلفة ومتعددة
وإدراكا من الجانب اليمني لأهمية الدور الكويتي في دعم الاقتصاد اليمني وفي تعزيز علاقاتها الخارجية فقد قام العديد من المسؤولين اليمنيين بزيارة دولة الكويت والالتقاء بالمسؤولين هناك وفي 19 مايو1969م قام الفريق حسن العمري رئيس الوزراء اليمني يرافقه وفد رسمي كبير بزيارة رسمية لدولة الكويت إلتقى خلالها بالمغفور له بإذن الله تعالي الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت كما التقى بالشيخ الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح الذي كان وقتها وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء . وانعكاساً لتطور العلاقات بين الجانبين فقد عينت دولة الكويت السيد جاسم محمد بورسلي أول سفير لها في صنعاء في 31مارس 1970م.
و تعززت علاقات البلدين في بداية الثمانينيات من خلال زيارة المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، لصنعاء وعدن في 31 يناير 1981م التي تعد أول زيارة لأمير كويتي إلى اليمن بشطرية. والتي جاءت معبرة عن مدى عمق العلاقات اليمنية- الكويتية، كما جاءت لتعزيز أواصر التعاون القائمة بين البلدين.. وخلال مسيرة هذه العلاقات قدمت الكويت لليمن الكثير من المساعدات في شتى المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والتربوية، من خلال القروض الميسرة، والمساعدات المجانية، التي ساهمت بإنشاء الكثير من المشاريع التنموية.
كل هذه الشواهد البيضاء التاريخية للكويت تؤكد عمق صلابة المحبة والأخوة بين الشعبين الكويتي واليمني وقيادة الكويت السياسية،
وحين هبت عاصفة الحزم كانت دولة الكويت مع بقية الأشقاء يشكلون تحالفا تاريخيا عربيا للدفاع عن اليمن إزاء الهجمة الممولة من الفرس وأتباعهم، وحضرت الكويت في كل مجالات المشاركة سياسيا وعسكريا واستراتيجيا وإنسانيا.
وها نحن نرى اليوم أيادي الكويت البيضاء الندية وهي تطبب جراح اليمنيين وأوجاعهم بالكثير من الجهود والإمكانات والقدرات والموارد في تعبير صادق وواضح على عمق الروابط الأخوية على قاعدة الانتماء العربي والإسلامي وصدق الشعور الإنساني.
المشاريع العملاقة للهيئة الكويتية للإغاثة تجدد ذاكرة اليمنيين بما قدمته لهم دولة الكويت في مراحلها المختلفة وابرزها حقبة السبعينات .
تقوم الهيئة الكويتية للإغاثة بتأسيس مشاريع تنموية عملاقة في محافظات لحج واببن وبقية المحافظات اليمنية ، تبذل جهودا عظيمة من أجل التخفيف على المواطن اليمني وما يعانيه من ويلات الحروب والنزوح والحصار الذي تسبب به الانقلابين الحوثي والمخلوع صالح.
في المجمل يؤكد الدعم الكويتي في المجال التنموي والإغاثي عمق الرؤية الكويتية الثاقبة في التخفيف من معاناة اشقائهم في اليمن،
وبلا شك، لن ننسى دور الكويت في إغاثة الشعب اليمن ، وسيظل عظيم دورها الإنساني الكبير في هذه الأيام العصيبة محل تقدير كافة أبناء اليمن.