بعد ثلاثة أعوام من إعلان السعودية ومعها حليفتها اللدود الإمارات تدخلهما عسكريا باليمن لما وصفوه آنذاك مساندة الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي وجلب الأمن والاستقرار للشعب اليمني، لم يجني الشعب منذ ذلك الحين سوى الأزمات والكوارث والجوع والكوليرا وانتشار الأوبئة في أوساط المواطنين.
ثلاثة أعوام مريرة عاشها اليمنييون بكل تناقضاتها من وعود كاذبة ومكر وتآمر وخديعة من قبل من يدعون أنه هبوا لنجدته وإغاثته من الفقر والحروب والأزمات، كانت كفيلة لكي يعي هذا الشعب مآرب وأجندات دول التحالف وأهدافهما الخفية من محاولة تجويع هذا الشعب عبر الأزمات الإقتصادية،لكي يتسنى لهم تطويع أبنائه واستخدامهم كأدوات لتنفيذ مشاريعهم الخاصة، أحقاد قديمة ومطامع استعمارية لهاتين الدولتين، دفعتهما للإيغال في اليمن المنهك أكثر وتوزيع سكاكين الأزمات في جسده المريض دون وازع من دين أو ضمير، لم يكن الهدف المعلن التي تظاهرت به السعودية وربيبتها الإمارات لإعادة الشرعية اليمنية، سوى شماعة وغطاء قانوني أمام المجتمع الدولي لتبرير أفعالهما في بلدهم الجار والفقير، حين تتمعن في تلك الأهداف التي أعلنها التحالف لتدخله باليمن، ستجد في ظاهرها الرحمة أما باطنها فقد حملت أزمات وكوارث إنسانية وتجويع ودعم للمليشيات والجماعات المسلحة المنفلتة لكي تزداد مأساة هذا البلد أكثر، وتضعف دولته وتقوض سلطته الشرعية على هذا النحو الذي حدث في عدن.
عقب تحرير عدن والمحافظات الجنوبية قبل أكثر من عامين والإمارات منهمكة أكثر في تقويض السلطة الشرعية وإضعاف مؤسساتها عبر الدعم العسكري المباشر لجماعات مسلحة موازية لكيان الدولة وافتعال الأزمات الاقتصادية وتجويع المواطن اليمني ومحاربته في قوت أطفاله، لم تبدا تلك الاجراءات العقابية بمنع هبوط الطائرات التي تحمل رواتب الموظفين في مطار عدن،ولم تنتهي عند منع الحكومة واعاقتها من تفعيل المؤسسات الإيرادية وتصدير النفط للخارج، سلسلة من القيود اتخذها التحالف في المحافظات المحررة، لمنع تطبيع الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية.
تعمدّ إطالة أمد الحرب في اليمن وتلاعب بمعارك التحرير، أعاق تحرير محافظات استراتيجية وساهم في بقائها تحت الحصار والحرب والجوع، وما محافظة تعز عنا ببعيد.
حاربت الإمارات قيادات عسكرية شجاعة ونزيهة واستبعدتهم من قيادة الجيش الوطني، منهم من تم استهدفته عبر الضربات الخاطئة، ومنهم تم التآمر عليه غيلة ومكرا، ومنهم من نفتهم من بلادهم إلى الخارج، ولم يكتفوا بهذا فهاهو هادي وحكومته يتم التحفظ عليهم في الرياض منذ ثلاث سنوات يعيشون كضيوف وزوار أجانب، وحين يستمر الحال بهذا النمط من التراجيديا فأي سلطة سيستعيدها هؤلاء حين يتم احتجازهم في الفنادق وهم بلا حول ولا قوة.
منذ فترة ارتفعت أصوات يمنية صادقة ضد اعوجاج التحالف وخبث إدارته للملف اليمني، فكان البعض يقابل ذلك بنوعاً من الهزء والسخرية،لكن الان بعد ما ظهرت الحقيقة وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وخصوصا بعد فضيحة دعم التحالف انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي ضد قوات الشرعية واستهدافه بالطيران الحربي ،ماذا عساهم أن يقولوا وبأي وجه سيبررون هذه الطعنات الغادرة في خاصرة الشرعية والدولة.