في مكالمة هاتفية اجراها مدير مكتب إعلام المحافظة في تعزنجيب قحطان مع مكتب الرئيس هادي نشر محتواها حول نقاشهما حول موضوع محافظ تعز، استوقفني ما صرح به مكتب رئاسة الجمهورية بقوله أن مشكلة تعز أنها تريد ان تبقى بلا محافظ، نعم قال الرجل ذلك دون خجل، وكأنه اراد القول أن تعز تريد الفوضى وتُفضل اللادولة، ولم ينقصه سوى ان يصرح قائلاً أن تعز ترقص فرحاً بوضعها الحالي! وهنا يتوجب عليّ كاحد أبناء تعز أن اسأل: من قال ان تعز تريد البقاء بلا محافط؟! ومتى ارادت تعز العبث، وفضلت التسيب على الإنضباط؟! ومن أجل ماذا تناضل تعز من عامين؟! ووفي سبيل ماذا دفعت تعز ولا زالت حتى اللحظة تدفع فاتورةً باهضةً من التضحيات؟! ألم يكن ذلك كله في سبيل حلم الدولة المنشود، والمشروع الوطني الجامع؟! بإمكانيات بسيطة قوامها 8 أطقم يبذل منتسبو الشرطة العسكرية كجهاز تابع للدولة كل جهدهم لتأسيس تواجد الدولة وانتشارها فيما لم تكلف الحكومة الشرعية الكسيحة نفسها لدعمهم بطقمين او ثلاثة ، مقارنة بمئات الأطقم والمدرعات المركونة عبثاً في محافظات مجاوره وغير مجاوره، وبأسلحة يديوية ودون دعم او إسناد جوي يجابه شباب تعز وجيشيها الوطني مليشيا مدججه بأحدث السلاح ويقدمون التضحيات تلو التضحيات في سبيل حلم الدولة ، يجعلون من اجسادهم جدراناً صلبه، ونواة فولاذية لدولة حقيقة. يموت الموظفون في تعز جوعاً دون راتب واحد منذ عشرة اشهر ، ومع ذلك استمروا في أداء واجبهم وعملهم في مختلف مؤسسات الدولة من مدارس وجامعات ومؤسسات صحية وفي مختلف القطاعات، ينشدون الدولة وبطونهم خاوية بلا رواتب ثم تقول الرئاسة أن تعز تريد البقاء بلا محافظ! بينما تكافح تعز وتنافح عن المشروع الوطني، وتسكب دمها في سبيل استعادة الدولة يصرح مسؤول رئاسي من مكتبه المُكيف ان تعز لا تريد الدولة، تخليت نفسي أُغلق سماعة الهاتف في أذن المسؤول اللامسؤول عن هذا التصريح المستفز ، ذلك ما كنت سأفعله لو كنت من هاتفه، سأفعل ذلك بعد ان اوصل له وللرئيس هادي ، التي خرجت تعز من اجله يوم كان حبيس جدران الإنقلابيين، وهي من قالت لا لإجتياح المدن لا لتعطيل المؤسسات، لا للإنقلاب نعم للشرعية، نعم لدولة النظام والقانون. على شرعية التصريحات أن تعلم ان تعز متمسكة بمحافظها ككمثل أول للمحافظة، وللدولة في تعز، رغم كونه خارج نطاق جغرافيتها، وقد بحت اصوات الناس وهم يناشدونه العودة، كما ان مشكلة تعز ليست في شخص المعمري او تغييره بل في التوجه الحقيقي للشرعية والحكومة ذاتها نحو إرساء مداميك الدولة في تعز، وهذا مالم يلمسه المواطنون في هذه المحافظة المنسية. تعز مدينة مؤسسات، تعز تريد الدولة وتنشد قيامها ما استطاعت الى ذلك سبيلا. الشرعية والحكومة هي من تريد لتعز البقاء في مربع الانفلات و مثلث اللادولة، وتصريح المسؤول الرئاسي دليل واضح على ذلك، وان كان من فصيل او مكون في تعز لا يريد الدولة ويحاول ان يظهر تعز بوجه غير وجهها فالشرعية هي المسؤول الأول عن تمادي تلك المكونات من خلال تعاملها اللامسؤول، اما عن الغالبية العظمى في تعز ومطالب الناس فيها فهم ينشدون دولة المؤسسات ويفضلونها على ما سواها ، فلا ترموا بفشلكم على تعز، بعد كل هذه التضحيات تعز ترفض ان تكون شماعة تعلقون عليها فشلكم وتنصلكم عن الإيفاء بوعودكم تجاهها، فلا تحاولوا إيجاد مبررات واهية، فذلك لن يُسقط عنكم المسؤولية التاريخية عن تخاذلكم امام كل ما يحدث في تعز!