البطونالخاوية تعلوها رؤوس خاوية كذلك، فالجائع يصنع اي شيء ليحصل على ما يسد رمق جوعة ولا يعرف ما يدور داخل أروقة السلطة ولكنه يسمع دائماً قرقرة امعائه ويغيب به الوعي فيجد نفسه يلتحف التراب في أحسن الأحوال ، ولكن في اليمن عفاش دأب على تجويع الشعب ليخضعه حتى رأينا ان الفئة الصامتة هي السائدة ومن خرج بعام 2011م ليسوا من أجل الرغيف وانما من أجل مستقبل وطن يسير بخط مستقيم للهاوية واحالته لمجرد ارضية حروب ودمار ونهب وتقطع.
والدلالة ان كثير من أصحاب البطون المترهلة شاركوا ودعموا الثورة للخروج من المهددات التي تكاد تعصف باليمن ومستقبله وعندما وجد عفاش خروج كبير ضد حكمة ومطالبين بإسقاطة ورحيله استعان بالطابور الخامس وبذرهم داخل صف الثورة ومن يومها بدأنا نسمع منهم ان الثورة ستسرق وهم السرق المتمترسون والقتلة المبهمون ولم يأتينا من يومها الا المصائب عندما اقنعوا شباب الساحات ان الثورة كيلو بطاط يمكن نهبة من سلة المتغيرات.
وتحت ذريعة البطون الخاوية آنذاك نفذوا ثورة باسم أصحاب البطون الخاوية وبحجة زيادة الف ريال للمشتقات النفطية احرقوا وطن ونهبوه وفجروا مدنة وسحلوا ابناءه في الشوارع واراقوا الدماء، ومن كان يصدقهم حينها لعنهم لاحقاً عندما اشتري الدبة البترول بـ40 الف ريال.
اليوم يستمر اصحاب العقول الخاوية في الركض وراء أصحاب البطون المترهلة بعد عملية انقلابية فيحاولون استعطاف الشعب بأنهم مناضلين لأجلهم لا لسواهم.
فالمنطق يقول انه في حالة نشوب حروب عليك أن تحمل المدفع لترمية على المعتدي والمعتدي فقط ان كنت ستموت جوعاً وعوزا والا فالنزوح خيار آخر.
اما في الحالة اليمنية فإن البطون الخاوية التي صمدت هذه الفترة تكون معظمها اما نزحت او ماتت او تتسول في الشوارع او تراها في جبهات الدفاع عن النفس كما يحصل في تعز بالتحديد.
تعز من لا يعرفها فقد كانت شرارة ثورة 26 سبتمبر هم وقودها وعندما انطلقت حتى الفلاح البسيط في الريف حمل معولة وذهب لانهاء الحكم الاستبدادي الامامي البغيض وما يحصل لها هو جريرة لذاك الحدث العظيم.
لا يمكن نفي ان من يعتزم المشاركة في مسيرة البطون الخاوية الى عدن انهم طابور خامس ولكنهم من يقودهم يحاول اشعال نار أخرى وصناعة مظلمة جديدة تدخل البلاد في دوامة جديدة من الصراع.
يبذل محافظ تعز علي المعمري جهود متتالية لحل اشكاليات المحافظة التي لا تنتهي ، ومع كل خطوة يصنع الطابور الخامس امامهم حجر ليتعثروا.
تعز مدينة خارج الزمن بفعل فاعل ينوي الانتقام من تاريخها النضالي و يتنوع الانتقام بحسب الطريقة التي يريدها المنتقم ، فالذي يقف حيال تحررها هو نفسه الذي اليوم يحاول اشعال فتيل معركة جديدة لتصبح البطون الخاوية جثة هامدة وهو المشهد الذي ينوي المنتقم الاستمتاع بمشاهدتة ، بينما يصعد انتهازيون جدد للمشهد ويتخمون فوق تخمتهم.
اعتقد أن لولا ثورة الانقلابيين لإسقاط ألف ريال ما اقتنع الكثير أن هؤلاء جموع انقلابية سلالية لا يهمها الألف بقدر ما يهمها ملايين الثروات التي نهبوها باسم الجمهورية ، وانهم اعداء الوطن والمواطن ولذا دعونا نكتشف فصيل آخر لصفوف الثورات المضادة ليتأكد الذي لا يزال مغشي عليه أن ثمة متخفي بثوب الثورة والمقاومة والشرعية هو بالأصل انقلابي يهدينا لنواياه وخسته وكم هو واهم بنفسة كثيراً ومبتذل وعبارة عن ورقة جديدة من أوراق تتعرض للاحتراق أمام مشروع الدولة الاتحادية القادمة رغم انوف الانقلابيين ومليشياتهم.
وكل ما نتمناه هو أن نجد هؤلاء المغرضون في مقدمة صفوف المسيرة زاحفين وليسوا على سيارات فارهة وعقول فارغة وعبارة عن بودي جارد لقادة الثورة المضادة التي لا تمل من ايجاد وسيلة تبرر وصولهم للغاية حتى وإن كان الضحية شعب ووطن.