مشكلة تعز يدركها جيدا جميع الفرقاء القابعون داخلها ولكن انتظارهم للحل من خلية القاهرة يعمق المشكلة كونهم يعملون وفق هدف يريد لتعز ان تظل جرح نازف وهدفاً لمعركة قادمة يعد لها أعداء تعز والجمهورية والدولة والسيادة.
بين فكي المليشيات الانقلابية وجماعات الاغتيالات من جهة، وتفريط الشرعية والتحالف العربي من جهة أخرى تعيش تعز واقع أخطر مما نتوقع.
ومع إدراك الفرقاء داخل تعز لحجم المشكلة ينتظرون للحل من خارجها ويخضع طرف ضد آخر ومع كل محاولة اتفاق تحرص الأحقاد لجر تعز لهاوية سقوط صنعاء بل واشد خطورة حيث تصر الضغينة على إبقاء الوضع يتنامى بصورة مخيفة تحت مسمى موازنة القوى.
تعز التي لم تعرف الصراع إلا عبر صناديق الاقتراع في تنافس ديمقراطي تجر للدخول في أتون صراع يعطي الحق لتحالف دولي يقصفها عن بكرة ابيها تحت يافطة محاربة داعش وتنظيم القاعدة.
الضغينة الماكثة داخل نفسيات مأزومة تعطي لنفسها الحق في دعم اي جماعة او مكون يهدف لمواجهة حزب الإصلاح ، وهي الطريقة التي منحت المليشيات الحوثية فرصة للانقلاب على الدولة واقتحام المدن والاستيلاء على مفاصل الدولة والدخول بعبث لا نزال ندفع ثمنه جميعاً حيث اصبحوا الذين وفروا تلك الأجواء للحوثيين لإحداث كارثة يعيشون اليوم مصير مأساوي وواقع محزن ودرس لم يفهمه منهم إلا القليل.
أن تشعر بعجزك أمام خصم سياسي لا يعني أن تقف بجوار جماعية ايدلوجية او ارهابية للنيل من هذا الحزب. بل يعني انك فاشل في استيعاب مشاكل المجتمع الذي تريده ان يساندك بمعركتك الديمقراطية، وهو إعلان فشل حقيقي في تحولك لحزب يؤمن بالعمل الديمقراطي في الوصول للسلطة.
هل يدرك هؤلاء ان خسارة وطن لن تعوضه مكاسب او مناصب كانت نتيجة دمار شامل وهدم متواصل.
لن تجدي المغالطات ولن تنطلي على التاريخ لأنه لن يدون سوى الحقائق التي تحاول تحويرها ببعض المغالطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يعتمد عليها في اعتماد خبر حقيقي ما بالكم بتاريخ ستتناقله الأجيال.
ما يراد لهذه المدينة مشروع تقودة الثورة المضادة و تنفذه أدوات داخلها تنفست هوائها ونالت قسطا من الراحة داخلها وتجولت بشوارعها المتفرعة لكل جميل.
أخيرا هل يدرك هؤلاء أن التخلي عن الضغينة هو الانتصار لتعز وتاريخها، وتفويت الفرصة أمام سيناريوهات محتملة كلها تفضي لمزيد من الدمار، وتعريض عاصمة اليمن الثقافية لتجريف هويتها وسلبها اهمية كونها ضمان لجمهورية وطن يتعرض للتجريف، فوجد في تعز ضالته، ولكن تعز تكاد ان تصبح بلا ضالة تقودها حماقات الصغار الذين ستنتصر تعز يوما ما وسيفرون منها صاغرين.
الخذلان الذي تعيشه تعز عقابا مضاعف لانها لم تخذل أحد وكسرت اقفال السجون أمام الحرية لتتجول فيها بطلاقة فاستحقت عقاب الصغار.
ما كانت تعز لتتعرض لمحاولة اغتيال الا لأنها سلكت طريق الأنبياء والعظماء وهو الشرف الذي يحاول اراذل الخلق أعداء الإنسان سلبه على حين غرة.
في نهاية المطاف هل يدرك الجبناء ما تدركه تعز بأنها ستتعافى كما عودتنا كل مرة يحاولون اغتيالها فتدهسهم لتجعل من مخلفاتهم احاديث وعبر لقوم يعقلون.