وكالة الأنباء الفرنسية قالت اليوم إن مستشفيات الحديدة استقبلت أكثر من خمسين قتيلاً من مليشيات الانقلاب، قتلوا في ساحل تعز الغربي.
هذا خبر لا يدعو للفرح.
لا أحد يفرح بقتل أهله، وإن جاروا عليه.
خمسون قتيلاً عرَّضهم الانقلابيون للقتل بالحماقة والجهل والشعارات الفارغة!
خمسون قتيلاً تعني مئات العيون الباكية، والأرامل والثكالى والأيتام، وكمّاً كبيراً من الوجع والحقد والكراهية.
خمسون قتيلاً حصيلة يوم واحد من مغامراتكم الصبيانية، وهَوَسِكم المرضي بالسلطة والمال!
تحاولون إخفاء القتلى العسكريين لأنكم تسببتم في قتلهم، فيما تحرصون على إظهار صور الضحايا المدنيين، من أجل استغلالها سياسياً، أيها المفلسون.
لو حرصتم على دماء اليمنيين لما انقلبتم على توافقاتهم، ولما أدخلتم البلاد في الحرب، ولكنكم تتباكون على ضحايا الضربات الجوية من المدنيين للاستثمار السياسي، وتتكتمون على الضحايا من المقاتلين، لتجنيد المزيد من المغفلين في معارككم الخاسرة.
كيف تجندون الأطفال في الحرب، وتتباكون عليهم عندما يقتلون؟!
بالأمس أرسل لي بعض الأصدقاء صور قتلى من قيادات عسكرية كبيرة في الحرس الجمهوري في "نهم" وفي غيرها.
لم أفرح بها. هؤلاء هم أهلنا وإخوتنا أخرجهم الحوثي وصالح للحرب حباً في السلطة والثروة، لا دفاعاً عن الوطن كما يزعمون.
لو كانوا يدافعون اليوم عن صنعاء، لما تقاتلوا أمس في صعدة.
دمرتم كل شيء يا أسراب الجراد.
على ماذا تراهنون بالله عليكم؟
احقنوا دماء البسطاء الذين تزجون بهم في معارك خاسرة.
احقنوا دماء ضباط وأفراد الحرس الجمهوري الذي أدخلتموه في حرب غير متكافئة.
هذا الجهاز العسكري أُنفقتْ عليه المليارات، وأنتم تدمرونه!
كل شيء مرَّتْ عليه جموعُكم أصبح خراباً:
المدارس، المساجد، المستشفيات، المؤسسات، المعسكرات، حتى الأرض أصبحت حبلى بآلاف الألغام، حتى القلوب أصبحت وارمة من الأحقاد، وصنعاء الحزينة جعلتم جدرانها معالق لشعارات الموت واللعن، ودعوات الطائفية والعنصرية المقيتة.
كنا إخوة إلى أن طرأتم علينا، كنا ذوي رحمة ورحم وحكمة إلى أن جئتم، يا وجعنا المزمن، وعارنا الأبدي، وكارثتنا الكبرى.
هذا جنون، هذا عبث، هذا انتحار!
اغتنموا فرصة ولد الشيخ اليوم في صنعاء.
ما يعرض عليكم اليوم لن يعرض عليكم غداً...
غداً تخرج المخا وتعز والحديدة من سيطرتكم، وتنفجر رئتكم الملوثة بتهريب السلاح والمحروقات.
وغداً تخرج صنعاء وكل المحافظات من قبضتكم.
ماذا ستقولون للناس بعد نهاية الحرب إذا سألوكم: أين أبناؤنا؟ أين وطننا؟ وماذا جنينا من هذه الحرب الملعونة؟
ماذا ستقولون ليتيم سيسألكم أين أبوه الذي لم يعد من المعركة؟!
كيف ستلقون أماً كذبتم عليها أن ابنها يحرس شركة النفط في صنعاء، وهو الذي قتل قبل شهور طويلة في عدن؟!
غداً ستذهب كل فبركات قناة المسيرة، عن التقدم في عسير ونجران وجيزان، وينفتح السؤال كفوهة بركان: أين ذهبت تلك "البطولات"؟!
جهزوا الجواب...
سيشتد الحساب...
وغداً ترون....