بدون التنسيق مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، انسحبت القوات اليمنية الأسبوع الماضي بدعم من السعودية والإمارات من مواقع رئيسية بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن السعودية تعهدت في الوقت نفسه بإرسال قوات إضافية للدفاع عن مأرب، وسط مركز قوة بالقرب من الحدود السعودية حيث كان الحوثيون يكتسبون أرضية جديدة بشكل منهجي منذ شهور.
وتابعت "لقد سمحت التحولات المذهلة في آثار مدخل الصراع المستمر منذ سبع سنوات للحوثيين بإعادة فتح الطريق السريع من الحديدة إلى العاصمة صنعاء، المكان الذي اقتحمت فيه الجماعة مؤخرًا السفارة الأمريكية المهجورة إلى حد كبير وأخذت العمال اليمنيين في الأسر".
إن إعادة الاصطفاف في ساحة المعركة هو تطور استراتيجي آخر للسعوديين، الذين اعتقدوا في البداية عام 2015 أنهم، بدعم أمريكي، يرغبون في بضعة أسابيع فقط لهزيمة حركة الحوثيين، وهي جماعة شيعية تابعة في اليمن متحالفة مع إيران استولت على العاصمة اليمنية.
وكبديل، استمر الصراع المدني في البلاد، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى الضربات الجوية الخاطئة، مما تسبب في واحدة من العديد من الكوارث الإنسانية الأسوأ في العالم واستنزاف الخزائن السعودية.
ويحث بعض ضباط إدارة بايدن الرئيس على تخفيف القيود المفروضة على مساعدة الجيش للرياض من أجل أن تساعدهم في التغلب مرة أخرى على تقدم الحوثيين. ومع هذا، فإن ذلك يعني التراجع عن واحدة من أولى ضربات بايدن للتغطية الخارجية، لإنهاء المساعدة الهجومية لحملة التسويق التي تقودها السعودية.
وذكر بايدن في شباط/ فبراير أن "الصراع في اليمن يجب أن ينتهي". ومنذ ذلك الحين، سافر مبعوثه الخاص إلى المنطقة أكثر من اثنتي عشرة مرة دون إحراز أي تقدم مهم في التوسط في وقف إطلاق النار أو التوسط في محادثات السلام. كما فشل مبعوث جديد للأمم المتحدة في تحقيق عملية الدفع.
وذكر مطلعون على الأمر أن السعودية أطلقت إعادة تقييم داخلية لطريقة تعاطيها في ملف اليمن والتي يجب أن تقر في وقت لاحق من هذا الشهر.
ووفقا للصحيفة، فقد طالب ضباط سعوديون إدارة بايدن بتزويدهم بمعلومات استخبارية ومساعدة من الجيش للتركيز على المواقع التي يستخدمها الحوثيون لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على مدن سعودية.
وسمحت إدارة بايدن بأكثر من مليار دولار من إجمالي مبيعات الجيش للمملكة من أجل صواريخ جو- جو وخدمة المروحيات الهجومية السعودية، ولكن هناك القليل من المؤشرات على أن السيد بايدن مستعد لتغيير المسار لمساعدة السعودية في تنفيذ هجمات مركزة على الحوثيين داخل اليمن.
وذكر فريق الدولة، الجمعة، أنها ستفرض عقوبات على قائد المجموعة اللوجستية للجيش التي يسيطر عليها الحو—ثيون والتي تقول الولايات المتحدة إنها أدت إلى صراع الاستيلاء على ممتلكات من خصوم الحو—ثيين في اليمن. وكتب وزير الخارجية أنطوني بلينكين على تويتر "نقف مع اليمنين ويمكننا أن نستهدف بلا هوادة أولئك الذين يقاتلون بالبنزين ويستخدمون الكارثة الإنسانية للثراء".
وفي غضون ذلك، ذكر الضباط الأمريكيون أنهم يحاولون بهدوء مقايضة تسريح 5 حراس يمنيين يعملون لدى السفارة الأمريكية في صنعاء بعد أن احتجزهم الحوثيون، وهو تحول استفزازي يُنظر إليه على أنه إهانة متعمدة.
وكان الموظفون من بين حوالي ثلاثين عاملاً محليًا تم احتجازهم كرهائن في الأسبوع الماضي عندما استولى مسلحون من الحوثي على المجمع الدبلوماسي، وتم تعليق عمليات المكان في عام 2015.
وتقول "وول ستريت جورنال" إنه تم إطلاق معظمهم بالفعل، ومع ذلك تم احتجاز 5 منهم، بناءً على الأفراد المطلعين على المفاوضات. وذكر قادة الحوثيين أنهم سيطلقون البقية حالا، لكن هذا لم يحدث.
وندد بلينكين باعتداء الحوثيين، داعياً إلى إطلاق سراح الموظفين دون أن يصابوا بأذى وإخلاء المجمع على الفور.
وامتنع متحدث باسم الحوثيين من التطرق إلى الاعتقالات أو تحركات القوات الأخيرة حول الحديدة. وأشار نصر الدين أمير، نائب وزير البيانات في الجماعة، إلى أن الحوثيين سيواصلون مهاجمة القوات الأجنبية العاملة في اليمن.
وذكر ضباط سعوديون أنه ليس لديهم أي خطط للانسحاب من القتال في اليمن وذكروا أن ضربات الجيش من المفترض أن تزيد من الضغط على مقاتلي الحوثي في مناطق رئيسية.
ومع وجود الحوثيين على بعد بضعة كيلومترات من مدينة مأرب، قد تكون المعركة دموية. يُعتقد أن أكثر من مليون مدني نزحوا من عناصر مختلفة من اليمن يقيمون هناك.
وذكر المتحدث باسم الحوثيين أنهم يهدفون إلى منع السعوديين من استخدام مأ—رب كنقطة انطلاق لمهاجمة عناصر مختلفة من الأمة.
وقال أمير: "أسلوبنا واضح في مأرب"، "سنحرر كل أراضينا".
ووصف التحالف الذي تقوده السعودية انسحاب القوات من الحديدة بأنه "إعادة انتشار وإعادة تموضع" موجه نحو منح قوات التحالف مزيدًا من المرونة، واعتماده على الضربات الجوية لمساعدة المواقع الدفاعية الأخيرة في أقصى الجنوب. لكن بعثة الأمم المتحدة التي حاولت تنفيذ هدنة دامت ثلاث سنوات في الحديدة وصفت الضربات بأنها "تحول خطير في آثار الدخول" وذكرت أن السعوديين لم يوجهوا المجموعة بأي حال من الأحوال قبل سحب القوات.
وذكر محمد الباشا، كبير المحللين في شؤون اليمن في وكالة التحليل التي تتخذ من فرجينيا مقراً لها، أن الضربات كانت مؤشراً على أن "التحالف الذي تقوده السعودية يتحول إلى مظهر أكثر واقعية ويشير إلى أنهم سينسحبون مرة أخرى إلى المكان الذي لديهم فيه موقف دفاعي أكبر".
وأشار الباشا إلى القنوات الفضائية المفتوحة المصدر لصور أجهزة الكمبيوتر التي توصي بأن السعودية كانت تعمل على خفض تواجدها العسكري. وذكر مسؤول أمني غربي أن السعوديين يبدون وكأنهم يعززون الحدود، دون شك تحسباً لاستيلاء الحوثيين على مأرب، تاركين فقط مجموعة أصغر من القوات في عدد قليل من القواعد في الداخل.
وذكر الباشا أنه حتى عندما يشرع السعوديون في التقليل، فإن ذلك لم ينهي الصراع بين الحوثيين واليمنيين الذين يبقون ضد حكمهم.
وقال: "إذا كان هذا هو الجزء العلوي من التدخل السعودي في المعركة، فمن المحتمل أن يستمر الصراع نفسه لفترة طويلة جدًا"، "من غير المرجح أن يتوقف الحوثيون، لأنهم بحاجة إلى كل ذلك".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست