كشف تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية عن مساع للمؤسسات الخيرية الإسلامية في بريطانيا لجمع تبرعات تفوق قيمتها 8 ملايين دولار خلال شهر رمضان، سيخصصها مسلمو بريطانيا بالكامل لليمن.
وبحسب التقرير الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست"، فإن تلك التبرعات ردا على قرار الحكومة البريطانية تقليص المساعدات المقدمة لليمن، الذي يعاني سكانه من أزمة خانقة بسبب الحرب، ويوشك على الوقوع في براثن الفقر.
ووفقا للتقرير فإن مؤسسة أيادي المسلمين Muslim Hands البريطانية تأمل أن تساعد ذلك الشهر المقدس لدى المسلمين في جمع 6 ملايين جنيه إسترليني (ما يعادل 8.27 مليون دولار أمريكي)، على أن تُنفق التبرعات في اليمن هذا العام.
يشير تقرير الصحيفة إلى أنه في عام 2020، جمعت المؤسسة الخيرية 32 مليون جنيه إسترليني (نحو 44 مليون دولار أمريكي)، منها 13.8 مليون دولار خلال شهر رمضان. ووُجِّه نحو 1.5 مليون دولار أمريكي من تلك المساعدات إلى اليمن.
وقال عبد الرحمن حسين، المدير القطري لليمن، إن التخفيضات التي أجرتها الحكومة البريطانية كانت "مروعة" وسيكون لها تأثير كبير. وقال: "تخيلوا، كل 10 دقائق يموت طفل دون سن الخامسة في اليمن".
وأضاف: "إنهم بحاجة إلى زيادة الأموال وليس تقليلها". "بعد ست سنوات من الحرب، سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ".
في رحلة قام بها مؤخراً إلى البلاد، قال حسين إنه رأى أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات يفقدون الوعي من الجوع في المدرسة.
ولفت حسين إلى أنه في أحد مراكز الإغاثة طلبت منه إحدى العائلات أن يأخذ أطفالها لأنهم لم يعودوا قادرين على إعالتهم. يتذكر حسين: "قالوا، لا يمكننا إطعامهم، هل يمكنك أن تأخذهم فقط؟".
تقدّم مؤسسة "أيادي المسلمين" حقائب أغذية تكفي أسرة من سبعة أفراد لمدة شهر، وتضم المستلزمات الأساسية، من طحين، وأرز، وزيت، وفول.
قال حسين: "مجرد حقيبة غذاء تمثل الفارق بين الحياة والموت. إن ملايين اليمنيين لا يعرفون متى سيتناولون وجبتهم التالية".
فقد أسست الجمعية الخيرية ثلاثة مصانع لإنتاج الخبز في مدينتين. وبتكلفة 360 جنيهاً إسترلينياً (ما يعادل نحو 497 دولاراً أمريكياً) في اليوم الواحد، يمكن إطعام 5000 شخص، بتقديم رغيفي خبز يحصل عليهما كل شخص من كل تلك المصانع. وتأمل المؤسسة زيادة عدد المصانع إلى خمسة.
كما قال عبدالرحمن: "إذا لم نقدم لهم تلك الأرغفة، فإنهم ببساطة لن يأكلوا، وإذا لم نقدم حقائب الطعام هذه، فلن يأكل الناس شيئاً".
فيما تدير المؤسسة أيضاً برامج لتغذية الطلاب في المدارس ومركزاً طبياً بمحافظة أَبْيَن الواقعة جنوب شرقي العاصمة صنعاء. ويعالج المركز الطبي نحو 90 شخصاً يومياً، أغلبهم من الأطفال. ويقدم كذلك خدمات الرعاية الطارئة، والتغذية، والتلقيح، فضلاً عن خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الأمهات. وتكلف إدارة هذا المركز كل يوم 350 جنيهاً إسترلينياً (ما يعادل 482 دولاراً أمريكياً).
يقول عبد الرحمن، وهو يمني يعيش في المملكة المتحدة منذ 23 عاماً، إنه اعتاد السفر إلى وطنه كل عام تقريباً. وأضاف: "لقد صار اليمن بلداً لم أعد أعرفه. لم يسبق قط أن رأيت وضعاً كهذا في حياتي بأسرها".
حسب الصحيفة البريطانية فإن رمضان هو أبرز مواسم جمع التبرعات بالنسبة لمؤسسة الإغاثة الإسلامية، وهي أكبر مؤسسة خيرية إسلامية في المملكة المتحدة. وخلال العام الماضي، شكلت التبرعات التي جمعتها المؤسسة خلال شهر رمضان المبارك، أكثر من 40% من إجمالي دخلها السنوي من التبرعات. وقالت المؤسسة إن عدداً كبيراً من المسلمين يختار شهر رمضان لأداء فريضة الزكاة.
قالت الإغاثة الإسلامية إنها جمعت أكثر من 3.5 مليون جنيه إسترليني لليمن العام الماضي، بزيادة 80% عن عام 2019. واستمر نداؤها لليمن في النمو على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية.
وللمؤسسة الخيرية مشاريع في 17 محافظة من محافظات البلاد البالغ عددها 22 محافظة. وهي تدعم برامج التغذية في 155 مركزًا صحيًا وتقوم ببناء وإصلاح مرافق المياه والصرف الصحي.
قال محمد ذو القرنين عباس، المدير القطري لمنظمة الإغاثة الإسلامية في اليمن: "كل شهر ندعم حصول 2.3 مليون شخص على الغذاء".
وقال عباس إن العديد من العائلات اليمنية الصائمة لا تستطيع الحصول على الطعام المناسب وقت السحور، ووجبة ما قبل الفجر قبل بدء الصيام، ووجبة الإفطار، العشاء الذي يصادف نهاية صيام اليوم.
هذا يجعل حياتهم بائسة حقًا. "وأحيانًا شهدنا بأعيننا في مناطق مختلفة عندما نكون في الحقل أن الناس يضطرون إلى الإفطار في المساء بالماء البسيط وأن الماء ليس نظيفًا".
قال عباس إن الوضع مع كورونا في اليمن حرج. "إذا ذهبت إلى المقبرة لحضور جنازة شخص واحد، فستجد ثلاث إلى أربع جثث أخرى قادمة لدفنها".
ووصف فادي عيتاني، من ملتقى الجمعيات الخيرية الإسلامية، الأزمة في اليمن بأنها "مشكلة سياسية نتيجة فشل المجتمع الدولي".
وقال: "على الرغم من أن الجمعيات الخيرية تقوم بعمل مذهل، فإن تدخلها مثل القليل من الجص على جرح عميق للغاية".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست