[ خبير عسكري أمريكي يستقرئ قوة القاعدة في اليمن والصومال ]
قال الخبير العسكري الأمريكي جون بلاك إن حكومتي اليمن والصومال الضعيفتان مثلتا حصنا وملاذا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف بلاك في مقال نشره الموقع الأمريكي العسكري "سوفرب" وترجمه للعربية "الموقع بوست": "منذ هجمات 11 سبتمبر، كان الجيش الأمريكي ووكالات المخابرات يضربون إرهابيي القاعدة أينما وجدوا، سواء أفغانستان والعراق وباكستان في كل مكان، ما كان ملاذًا آمنًا أصبح الآن مقابر، ولكن ظهرت معاقل أخرى في غضون ذلك ويعتبر الصومال واليمن اثنان منهم".
ودعا جون بلاك إلى أن تكون مكافحة الإرهاب على رأس أولويات الأمن في اليمن والصومال.
وأشار إلى أنه تم تعزيز فرع القاعدة في اليمن من خلال اندماجه في عام 2009 مع فرع القاعدة في المملكة العربية السعودية الذي شكل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (القاعدة في جزيرة العرب)، لافتا إلى أن ذلك الاندماج يشكل تهديدا كبيرا لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
وتابع الخبير العسكري الأمريكي قائلا: "على الرغم من أن اليمن لا يزال يحتفظ بآثار تاريخه القبلي، إلا أنه أقل وضوحا من الصومال، وهذا يسمح للقاعدة باستخدام اليمن كقاعدة أيديولوجية"، حد قوله.
ولفت إلى أن فرع القاعدة التابع لتنظيم القاعدة في السعودية لديه وسائل إعلامية مهمة تنشر منها الدعاية الأيديولوجية، وسمح الاندماج للفرعين بتجميع الموارد والوصول إلى أكبر قدر من جمهور المجندين.
وأردف أن الإقصاء الأخير للقائد الريمي، زعيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قد يؤدي إلى إبطاء نمو الجماعة.
واستطرد بلاك قائلا إن الريمي ارتكب أعمال عنف لا يتقبلها الضمير ضد المدنيين في اليمن وسعى إلى التنفيذ والتخطيط لعديد من الهجمات ضد الولايات المتحدة وقواتها، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقد أن القضاء على الريمي "سيقربنا أكثر من إزالة التهديدات التي تشكلها هذه المجموعة لأمننا القومي".
وذكر أن التنظيم في شبه الجزيرة العربية تمكن من البقاء على رأس العديد من الانقسامات القبلية والاقتصادية السابقة وتوحيد عدد متزايد من اليمنيين لقضيتها.
يقول الخبير العسكري الأمريكي في مقاله إن الحكومة الضعيفة في اليمن شكلت نفعا أكبر لأغراض الجماعة في الدولة المنهارة تماما، كما هو الحال في الصومال.
وأوضح أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يسير في طريق ضيق في مشوار التحريض على المظالم وتعبئة المواطنين، ولكنه ليس العامل المحفز الذي يقف وراء الانهيار المدني الكامل.
ضمن هذا التوازن، يشير بلاك إلى أن نجاح وفشل أهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية يكمن في مدى قوة الحكومة اليمنية أو ضعفها، فالحكومة الضعيفة تهيئ ظروف استقرار للقاعدة، في حين أن نمو قوة الحكومة وسلطتها بين السكان سيثبت أن التنظيم غير مرحب به على أراضي اليمن، حد قوله.
كما أشار إلى أن اليمن تكافح من أجل اتخاذ خطوات واسعة في بناء الدولة. وقال إنه منذ 50 عاما مضت، حكم الإمام اليمني بلدا بدون عملة محلية، ولا يوجد نظام صرف صحي، وثلاثة مستشفيات فقط. وشهدت البلاد فترة من النمو. ومع ذلك، لا يزال الفساد داخل الحكومة، والافتقار إلى توجه سياسي معين، والانقسامات القبلية القديمة من الأمور التي تهدد أي تقدم.
وختم الخبير العسكري الأمريكي مقاله بالقول إن "الحكومة اليمنية ليست الوحيدة على المحك. لقد تحدثت القاعدة في جزيرة العرب علانية عن رغبتها في خلع النظام السعودي".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست