[ غارات للتحالف استهدفت مدنيين بصنعاء ]
قالت الباحثة الأمريكية كاثرين زيمرمان إن جميع تقييمات المشاركة الشاملة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن بهذه المرحلة تعتبر ضارة أكثر من أنها مفيدة على المدى الطويل.
وأضافت كاثرين زيمرمان، وهي باحثة في معهد أمريكان إنتربرايز، وتركز على تحليل شبكات القاعدة والجماعات السلفية في الشرق الأوسط وأفريقيا، في مقال لها ترجمه "الموقع بوست"، إن "لدى أمريكا مصالح أمنية قومية حيوية في اليمن، فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو أحد المجموعات الإرهابية الأكثر تركيزًا على مهاجمة بلدنا، يحتفظ بالملاذ الآمن والدعم بين السكان المحليين هناك، مشيرة إلى أن دولة صغيرة تابعة للدولة الإسلامية لا تزال قائمة ويمكن أن تظهر كتهديد.
وأشارت إلى أن تهديد حركة الحوثي المدعومة من إيران التدفق الحر للبضائع من خلال واحد من أهم المضائق البحرية في العالم وهو مضيق باب المندب، ويزيد من خطر نشوب صراع إقليمي من خلال مهاجمة المراكز السكانية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقالت الباحثة الأمريكية إن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في اليمن تغذي الصراع وتهدد بانتشار موجات من اللاجئين من خلال منطقة مزعزعة بالفعل.
وتابعت "يجب على الولايات المتحدة إعادة التركيز على اليمن من أجل تطوير سياسة تعترف وتتعامل مع كل هذه المصالح، وأن تستعيد دورها القيادي -قبل كل شيء- في تأمين نفسها وتشكيل أعمال حلفائها حتى يدعموا مصالحنا ويتفقوا مع القانون والمعايير الدولية.
وذكرت أن القيادة الأمريكية في اليمن لا تعني نشر قوات عسكرية ضخمة، وهذا يعني -وفق الباحثة- إنهاء ممارسة الاستعانة بمصادر خارجية لمصالحنا في اليمن من الشركاء المحليين الذين لا يشاركوننا مخاوفنا أو أهدافنا ويقللون من قدراتنا على تطوير وتنفيذ خطط سليمة.
واوضحت الباحثة الأمريكية في مقالها أن القيادة الأكثر حاجة في المقام الأول هي القيادة الإستراتيجية والسياسية، وقالت "يجب على الولايات المتحدة مساعدة شركائنا على تطوير إستراتيجيات سليمة تؤدي إلى حل الصراعات الأساسية التي تخلق مساحة لكل من القاعدة وإيران للعمل في اليمن بدلاً من الأساليب الجزئية والمحدودة التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم تلك الصراعات".
وأردفت "يجب على الولايات المتحدة أيضاً أن تشارك دبلوماسياً ليس فقط مع الحكومة اليمنية الرسمية التي تعترف بها وعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة ولكن أيضاً مع الأطراف الفاعلة البديلة في جميع أنحاء اليمن الذين ستحدد آراؤهم في نهاية المطاف مدى استمرارية أي تسوية يتم التفاوض عليها".
واستطردت بالقول: "يتفق الخبراء والممارسون عموماً على المشاكل في اليمن مع دخول البلاد عامها الخامس من الحرب، والقليلون يعتقدون أن التحالف العربي قادر على توفير حل سياسي للنزاع".
واستدركت "تقريباً جميع تقييمات المشاركة الشاملة للتحالف في هذه المرحلة تعتبر ضارة أكثر من أنها مفيدة على المدى الطويل".
وقالت إن الجميع يتفقون على مدى خطورة الوضع الإنساني في اليمن وإنه أسوأ من التقارير الرسمية للأمم المتحدة. ومع ذلك، لا يوجد توافق في الآراء حول أفضل طريقة للتقدم إلا أن الحل ليس عسكريًا، هذا الإجماع صحيح، لا يوجد حل عسكري واضح للمشاكل في اليمن. مع ذلك، يجب أن نتذكر أن اليمن مسرح يتم فيه خوض حروب متعددة لذا لا يمكن أن يكون هناك أي حل ليس فيه أمر عسكري.
وحملت الباحثة الأمريكية الولايات المتحدة بعض المسؤولية عن الظروف في اليمن، مشيرة إلى تعاقد الولايات المتحدة لحماية مصالحها مع الشركاء الخليجيين في ظل إدارة أوباما في حين تابعت الولايات المتحدة الصفقة النووية الإيرانية.
وقالت "منذ ذلك الحين مارست الولايات المتحدة نمط الخوف من التورط في الحرب الأهلية في اليمن، تدعم الولايات المتحدة جهود الإمارات لمكافحة الإرهاب التي كانت فعالة من الناحية التكتيكية والعملية ولكن من غير المرجح أن تؤدي إلى هزيمة إستراتيجية للقاعدة والجماعات السلفية الجهادية الأخرى في اليمن".
* يمكن الرجوع للمادة في موقع "معهد أمريكان إنتربرايز" هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست