[ حرب السعودية في اليمن وتنظيم القاعدة ]
قالت مجلة (breakingdefense) الأمريكية إن التدخل السعودي في اليمن يعد بمثابة كارثة إستراتيجية أدت إلى زيادة الفوضى الإقليمية وعززت الأزمة الإنسانية الأكثر حدة في العالم، ويجب على الرئيس ترامب التوقف عن جعل التدخل السعودي في اليمن ممكنًا.
وذكرت المجلة في تقرير لها بأن بريطانيا اعترفت بالخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في وقت متأخر، وشددت على أهمية الوصول الإنساني والتجاري الكامل وغير المقيد ، بما في ذلك عبر الموانئ وفقا لما أعلنه مكتب رئيسة الوزراء البريطانية عقب انتهاء زيارة ولي العهد السعودي للندن.
وطالبت المجلة المتخصصة في قضايا الدفاع والأمن الرئيس الأمريكي أن يعمل على وقف التدخل السعودي في اليمن وجعله غير ممكنا، بدلا من إثارة المخاوف، معتبرة أن واشنطن ليس لها أي مكسب من انحيازها في الحرب التي تجري في اليمن.
وقالت كاتبة التقرير بوني كريستيان إن مواصلة السعودية وحلفاءها للعمليات العسكرية في اليمن لم يكن ليستمر لولا التدخل الأمريكي الداعم لها، والذي يأخذ عدة أشكال منها تزويد السعوديين بالقنابل، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود، واختيار الأهداف، بالإضافة إلى مبيعات الأسلحة، والتزود بالوقود، ودعم المخابرات، واستخدام البحرية الأمريكية لفرض الحصار السعودي الذي يحاصر الشعب اليمني.
وأكدت أن تدخل الولايات المتحدة في اليمن يدفعها نحو عمق أكبر لتأجيج الصراع على السلطة بين السنة والشيعة، وهي معركة ثقافية سياسية لا يمكن لواشنطن ولا ينبغي لها أن تحاول حلها مع القوة العسكرية الأمريكية، وعلاوة على ذلك فبينما قد يكون من مصلحة المملكة العربية السعودية احتواء عنف حرب أهلية في دولة مجاورة، فإن الولايات المتحدة ليس لديها مصالح مماثلة على المحك.
وأضافت: إن الحكمة من دعم السعوديين تصبح أكثر تشككاً عندما ننظر إلى الآثار الجانبية للتدخل على الإرهاب، فبينما يحارب التحالف العربي المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسعون للإطاحة بحكومة اليمن المعترف بها دوليا ، فقد ازدهر الفرع المحلي لتنظيم القاعدة والذي يعتبر التنظيم الأكثر فتكًا، وقد استخدم الكثير من الفوضى والغضب الذي تسببت فيه الغارات الجوية والحصار الذي فرضه التحالف السعودي.
وتستشهد المجلة بتصريح للباحثة في اللغة العربية بكلية بيمبروك في أكسفورد إليزابيث كيندال والتي أكدت أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب زاد من عدد أنصاره مع بدء حملة التحالف العربي في اليمن، وقام بشن هجمات كبيرة، واستولى على معدات عسكرية وتمكن من سرقة البنك المركزي.
وتقول كاتبة التقرير بأن تنظيم القاعدة زاد من نفوذه من خلال العمل مع زعماء القبائل في اليمن، ودمج نفسه مع السكان من خلال التركيز على أماكن أساسية كالمرافق، ومع استمرار الحصار السعودي لليمن بدت أراضي القاعدة بمثابة ملاذ للاستقرار، ونمت القاعدة في شبه الجزيرة العربية الغنية بسبب الحصار ايضا.
ووفقا للكاتبة فإن هذا النمو يعني أن دعم الرياض لا يفشل في الدفاع عن الولايات المتحدة فحسب، بل يجعلنا أقل أمنا، صحيح أن فوضى الحرب الأهلية اليمنية بعيدة عن شواطئ الولايات المتحدة، لكن الهدف الواضح للقاعدة في شبه الجزيرة العربية هو القيام بهجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.
وتواصل تعليقها: هناك الخسائر الإنسانية أيضا، فقد عانى اليمنيون من النزوح الجماعي، وأدى الحصار السعودي إلى مجاعة من صنع الإنسان، ويعاني ما يقرب من مليوني طفل يمني دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، على الرغم من أن الرياض تدعي أن الغرض الوحيد من الحصار هو إبقاء الأسلحة الإيرانية خارج أيدي الحوثيين.
*نشرت المادة في موقع "breakingdefense"ويمكن العودة لها على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.