[ تيريزا ماي تحيي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال لقائهم في لندن ]
خصصت صحيفة الجارديان البريطانية افتتاحيتها اليوم الأحد للحديث عن الاتفاقيات التي أبرمت بين المملكة المتحدة والسعودية بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للندن والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام، وقالت الصحيفة: "حصلت بريطانيا على اتفاق شراكة بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني، لكن تلك الصفقة وصفت على الفور بأنها وصمة عار وطنية".
وقالت الصحيفة على الرغم من أن وزارة التنمية الدولية صرحت أن الهدف من ذلك الاتفاق هو دفع الخبرات لتعزيز البنية التحتية في البلدان الأشد فقرا في العالم، إلا أنه قوبل بمعارضة شديدة واتهمه النقاد بأنه يهدف إلى تلميع سمعة المملكة العربية السعودية، التي تحتاج إلى مثل هذه العلاقات العامة بفضل دورها الريادي في الحرب على اليمن.
وأضافت الصحيفة "أما التصريح الثاني فقد جاء من شركة " "بي إيه إي سيستمز "- وهي شركة مختصة بالصناعات الجوية والدفاعية مقرها لندن- والذي تضمن الإعلان بأن المملكة العربية السعودية تقترب من عقد صفقة طال انتظارها لشراء 48 مقاتلة تايفون، والتي سبق لها أن تلقت 72 طائرة من هذا الطراز حيث يتم استخدام بعضها في اليمن، وتقول الحملة ضد تجارة الأسلحة إن المملكة المتحدة قد رخصت 4.6 مليار جنيه إسترليني من مبيعات الأسلحة إلى الرياض منذ بدء القصف في عام 2015.
وانتقدت الصحيفة تيريزا ماي والتي عبرت - في وقت سابق - عن "قلقها العميق " بشأن حرب ولي العهد ، إلا أن بريطانيا تفتخر حاليا بتقديم المساعدات الإنسانية بينما تزود الأسلحة التي تغذي أسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان، وتدعم الحملة الجوية السعودية.
وحول مهمة المبعوث الأممي الجديد، الدبلوماسي البريطاني السابق مارتن غريفيث، تقول الصحيفة إنه من المفترض أن يعمل على إحياء المفاوضات المتعثرة لإيجاد مخرج سياسي، منوهة إلى أنه ومهما كانت آمال ولي العهد السعودي، إلا أن الحل العسكري غير ممكن.
وأشارت الصحيفة إلى التكريم الذي حظي به الرجل البالغ من العمر 32 عاما، والزعيم الفعلي في بلاده، والذي قام بإدخال إصلاحات اجتماعية وثقافية، وسمح للنساء بقيادة السيارات، وفتح دور السينما بعد حظر دام 35 عاما، بينما يقوم في نفس الوقت بتوطيد سلطته الخاصة بلا رحمة.
فعلى الصعيد الدولي، وصفت الصحيفة حملته على اليمن وحصاره قطر، بالمبادرة الطائشة التي بدت وكأنها تعد بانتصار سريع ولكنها الآن في حالة جمود، وأصبحت معروفة باسم "فيتنام السعودية"، وهي التوصيف التي استولت عليها إيران بكل بساطة.
وتضيف أن دعم طهران لمتمردي الحوثي أغوى منافستها السعودية في حرب كلفتها الكثير من المال وحصدت آلاف الأرواح اليمنية.
وأوضحت أن المحاولة السعودية لإيجاد مخرج - بإقناع حليف الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح – لم تدم طويلا، حيث قتل الحوثيون صالح، والرئيس المعترف به دوليًا حاليا هو عبد ربه منصور هادي، الذي خلف صالح في الربيع العربي، ليجبر على الخروج من قبل الحوثيين، إذ إن حكومته لديها القليل من الحضور الفعلي.
واستندت الصحيفة على تقرير حذر من أن اليمن أصبح "حالة من الفوضى" حيث لكل إقليم هيكل قيادي خاص به، وسياسات داخلية، وداعمون خارجيون.
وقالت إن "الجيش الوطني اليمني" هو في الواقع ائتلاف واسع مناهض للحوثيين من الإسلاميين السنة، والانفصاليين الجنوبيين، ورجال القبائل الشماليين وغيرهم، والعديد من هذه العناصر قد خطت خطوات سياسية وإقليمية بفضل الصراع، وهي تملأ جيوبها بفضل اقتصاد الحرب المزدهر، وكل من اللاعبين المحليين والدوليين لديهم الكثير على المحك.
وطالبت الصحيفة بريطانيا بالضغط على الرياض من أجل تفعيل مبادرة سلام ناجحة، وإقناعها بأن تكون أكثر وضوحًا وواقعية حول أهدافها، ولكن في الوقت الحالي يبدو أنها أكثر تركيزًا على الأمن وتعزيز مبيعات، مضيفة بأن صفقة بسيطة لا تمت للواقع بصلة لا يمكن أن تستمر".
*نشرت المادة في صحيفة "الجارديان" ويمكن العودة لها على الرابط هنا.
*ترجمة خاصة بـ "الموقع بوست".