[ يدعو الاعضاء لعدم مشاركة بلادهم ]
في مقال كتبه ثلاثة من اعضاء الكونجرس الامريكي ونشرته صحيفة الواشنطن بوست سرد الأعضاء ما وصفوه بالمبررات التي يجب على بقية الأعضاء الأخذ بها في التصويت لعملية التصويت على دور الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها للمملكة العربية السعودية في حربها باليمن.
المقال كتبه كلا من مايك لي، وهو من حزب الجمهوريين، يمثل ولاية يوتا في مجلس الشيوخ، و بيرني ساندرز، وهو مستقل، ويمثل ولاية فيرمونت في مجلس الشيوخ، و كريس ميرفي، وهو من حزب الديمقراطيين، يمثل ولاية كونيتيكت في مجلس الشيوخ.
وأكد الأعضاء في مقالهم بأن مشاركة الولايات المتحدة في حرب اليمن أثبتت نتائج عكسية للجهود المبذولة ضد فروع تنظيم القاعدة، وذكر بأن تقارير وزارة الخارجية حول الإرهاب لعام 2016 خلصت إلى أن النزاع بين القوات بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين ساعدت القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش على تعميق اختراقاته في أنحاء كثيرة من البلاد.
ويضيف: رغم أن الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين يعتبر قلق بالنسبة لنا جميعاً، لكن الحقيقة هي أن هذه الحرب لم تقلل بل زادت من فرص إيران لإثارة الفوضى.
وقال الأعضاء إن أخطر واجب علينا كأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي هو أن نقرر متى وإلى أين سنرسل شبابنا وشاباتنا للدفاع عن بلدنا، وهذا هو السبب الذي يجعلنا فخورون لتقديم هذا القرار معاً.
ويذكروا بأنه منذ أحداث 11/9 ، أصبح السياسيون أكثر راحة في التدخلات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، ولقد حان الوقت لكي يلعب الكونغرس دوره الرقابي المكلف به دستورياً فيما يتعلق بالحرب.
ويقول الأعضاء في مقالهم بإن طفل أقل من خمس سنوات يموت كل 10 دقائق في اليمن نتيجة لأسباب يمكن الوقاية منها معتبرين ذلك حقيقة مروعة واحدة في بلد مزقته الحرب منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
ويضيف المقال: "وقد لقى أكثر من 10 آلاف مدني مصرعهم وأصيب أكثر من 40 ألف آخرين في هذه الحرب، بينما لا يستطيع 15 مليون شخص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، وهناك ما يقارب 17 مليون شخص، أي 60% من مجموع السكان، لا يحصلون الغذاء ومعرضون لخطر المجاعة".
ويردف: "عندما تحدث مآسي مثل الحرب في اليمن، فإن غريزة الشعب الأمريكي تكون المساعدة، وقد قدم الأمريكيون حتى الآن أكثر من 768 مليون دولار كمساعدات إنسانية إلى ذلك البلد".
وقال الأعضاء: لكن ما يعرفه الأمريكيون القليلون هو أن الجيش الأمريكي يجعل الأزمة أكثر سوء، وذلك من خلال مساعدة أحد جانبي الصراع على قصف المدنيين الأبرياء، ويواصل: إن الملايين التي أنفقناها في المساعدات الإنسانية أصبحت ضرورة، بسبب فشل الحكومة الأمريكية.
ويواصل الأعضاء سردهم: ولكي نفهم هذا الفشل، نحتاج إلى فهم كيف شاركت الولايات المتحدة في اليمن، ففي آذار / مارس 2015، قام تحالف من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية بتدخل عسكري في اليمن، وكان الهدف من هذا التدخل هو دعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على جزء كبير من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وتابع المقال: سرعان ما سمحت إدارة أوباما للقوات العسكرية الأمريكية بتقديم "الدعم اللوجستي والإستخباراتي" إلى التحالف السعودي، وذلك دون التشاور مع الكونجرس، ولا يزال الدعم العسكري الأمريكي لهذا التدخل مستمر حتى يومنا هذا، وحسبما أكد وزير الدفاع جيم ماتيس في ديسمبر الماضي، تقوم القوات الأمريكية بالتنسيق الإستهداف مع التحالف بالإضافة إلى وتزود الطائرات الحربية بالوقود، وبما أن الكونغرس لم يأذن باستخدام القوة العسكرية في هذا الصراع، فإنه ينبغي على الولايات المتحدة ألا تقوم بأي دور في هذا الصراع ماعدا تقديم المساعدة الإنسانية.
وقال الأعضاء لهذا السبب نحن سنقدم قراراً مشتركاً يجبر الكونغرس على التصويت على الخروج من الحرب الأمريكية في اليمن، وإذا لم يأذن الكونغرس بالحرب، فإن قرارنا سيجعل تدخل الولايات المتحدة في اليمن ينتهي.
وذكروا بأن كتاب الدستور أعطى سلطة إعلان الحرب للكونغرس الذي يعتبر الممثل الأكبر للشعب، وتنص المادة 8 من المادة الأولى من الدستور الأمريكي على أن "يكون للكونغرس سلطة إعلان الحرب."
واستدركوا بالقول: صحيح أن الرئيس قد يأمر بعمليات عسكرية في حالات طوارئ محدودة مثل الغزو الأجنبي، لكن الحرب الأهلية في اليمن بعيدة عن هذا المأساة ليست كالطوارئ.
وبموجب قانون القوى الحربية الصادر في عام 1973، فإن تكليف أحد أفراد القوات المسلحة للولايات المتحدة ب "قيادة أو تنسيق أو مرافقة أو مشاركة" جيش بلد آخر أثناء الحرب يشكل إدخال الولايات المتحدة في نزاع، ولم يأذن الكونغرس بهذه الأنشطة القتالية، وفق المقال.
وأكدوا أنه وبموجب تفويض استخدام القوة العسكرية لعام 2001 الذي صدر بعد هجمات 11 سبتمبر فيجب أن يكون أي عمل عسكري أمريكي في اليمن محدوداً وموجها فقط ضد جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو داعش المعروف أيضاً باسم الدولة الإسلامية.