[ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن غريفيتش ]
كشف موقع "ميدل إيست أي" عن العقبات التي سيواجهها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيت.
وقال التقرير إن "مليشيا الحوثي تعتزم عدم الحوار حتى يتوقف القصف الذي يقوده التحالف العربي بقيادة السعودية، مشيرا ألى أن الرياض لا تظهر أي علامات على التراجع، في الوقت، الذي القتال، والمرض والمجاعة تقتل السكان المحاصرين.
واضاف موقع "ميدل إيست أي" وترجمه "الموقع بوست"، "في ظل هذه الخلفية المثيرة للقلق، يتولى الدبلوماسي البريطاني غريفيث منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في نهاية هذا الشهر، الذي استقال أسلافه بسبب الإحباط من الصراع الخانق الذي يجذب عناوين قليلة واهتمام ضئيل من القوى العظمى".
وذكر التقرير أنه من خلال توظيف الوسيط المخضرم، تقوم الأمم المتحدة بتحويل التكتيكات، بينما يؤكد غريفيث أن المحادثات بين كبار الشخصيات السياسية لا تتعثر بسبب شاحنات المساعدات التي تنقل الطعام والوقود والأدوية عبر جبهات القتال.
وأشار إلى أن خطة غريفيت وضعت أسلوباً لتحويل النساء وغيرهن من المدنيين إلى طاولة التفاوض نفسها كجنرالات وأمراء حرب لشرح ما تقوم به القنابل والرصاص بالضبط بالأطفال.
واعتبر التقرير هذه الخطة بـ "خدعة أنيقة"، على الرغم من ترسانته الدبلوماسية، وقال إن "جريفيث لديه إعاقة كبيرة: ربطه بجهاز الخدمة الخارجية البريطانية الذي يسلح الرياض بأسلحة وإستخبارات لاستخدامها ضد الحوثيين، مما يقلل من مصداقيته".
يذكر أن جريفيث، المدير التنفيذى للمعهد الأوروبى للسلام الذى يتخذ من بروكسل مقراً له، قد هرب من الصحفيين منذ تعيينه في وقت سابق من هذا الشهر، بيد أن "الميدل إيست أي" رصدته في إجتماع فني في الطابق الأرضي من مقر الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وفى قاعة المؤتمرات المظلمة، قال للدبلوماسيون والوسطاء وموظفو الصليب الأحمر عن الفصل بين المحادثات حول وصول العاملين في مجال المساعدات وبين السياسية الكبيرة التي تدفع القادة والمتمردين إلى حمل السلاح.
وقال جريفيث ذو 67 عاماً، وهو متزوج وله ولدين، "إن التفاوض الإنساني والوساطة السياسية هما خيطان مختلفان"، مضيفا "إنهم بحاجة إلى أن يقوم بها أشخاص مختلفون ويجب أن لا يكونوا متكاملين، وسوف يحدث ذلك في اليمن، أنا متأكد".
وبحسب "ميدل إيست أي" فإن "إصرار جريفيث على ذلك سيشهد بلا شك خلافاً مع التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقصف الحوثيين في الوقت نفسه ويعرقل طرق المساعدات البحرية والجوية ويدير عملياته الإنسانية الواسعة النطاق في اليمن".
وعن تسييس المساعدات قالت لآنا سامولسكي، وهي باحثة في المركز العالمي للمسؤولية عن الحماية (GCR2P)، وهي مجموعة للدعوة، فإن تسييس المساعدات جعل الحروب المستمرة في سوريا واليمن وأماكن أخرى أكثر صرامة لتحري الخلل وإصلاحه.
وقالت سامولسكي لـ "ميدل إيست أي" ترجمه "الموقع بوست" من الصعب دائما إطلاق هذه القضايا، خاصة عندما يساهم طرف في النزاع في خطته الإنسانية الخاصة، كما يقوم السعوديون في اليمن. وأضافت "لا ينبغي للأمم المتحدة أن تدعم ذلك علناً، لأن طرفاً في النزاع لا يمكن أن يكون إنسانيا لأنه لا يمكن أن يكون محايداً". "هذا ما يجعل الأمر صعباً جداً على غريفيثس للتعامل معه."
وأضافت سامولسكي "التفاؤلات ليست كبيرة، وهذا أمر مؤكد"، وقالت إن "قراراً جديداً للأمم المتحدة أقل تحيزا تجاه التحالف بقيادة السعودية، الذي تدخل في الحرب الأهلية اليمنية في عام 2015، سيعطي جريفيث لائحة نظيفة تمس الحاجة إليها".
وقال ستاين ليمان-لارسن وهو زميل غريفينت لـ "ميدل إيست أي": "لقد وضع غريفينث هذا الأمر قيد التنفيذ في اليمن، حيث قام فريقه المدعوم من الإتحاد الأوروبي، بتصعيد أصوات المدنيين اليمنيين ومجموعة نساء الجنوب من أجل السلام.
واضاف ليمان-لارسن: "نعمل بعد ذلك على ربط هذه المجموعات بالعملية الرسمية، وتوسيع نطاق الجهات الفاعلة المعنية". وأضاف "اننى واثق من أنه سيضع استراتيجيات مثيرة للاهتمام في دوره الجديد، ويتعامل مع القضايا من زوايا متنوعة".
وفي هذا الشهر، وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين الأمين العام أنطونيو غوتيريس لغريفيثس مبعوثاً للأمم المتحدة إلى اليمن، مما جعله الوسيط الثالث لأخذ الدور الأصعب في السنوات السبع الماضية.
وفي نهاية شباط / فبراير، سيحل محل إسماعيل ولد الشيخ أحمد الموريتاني، مبعوث الأمم المتحدة منذ أوائل عام 2015 الذي أعلن في الشهر الماضي أنه لن يجدد عقده بعد فشله في وقف إراقة الدماء. كما استقال سلفه جمال بن عمر بعد اربع سنوات.
ولفت التقرير أن غريفيث لديه استئناف مثير للإعجاب، ولكن لا ينكر أن أدواره في سوريا وأفغانستان وليبيا لم يحقق السلام أو تحسين حياة المدنيين الذين يعانون من الحرب. وفي التسعينات، شغل في المناصب العليا للأمم المتحدة في جنيف ونيويورك.
وكان غريفيث المدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف، وهو منصب شغله في الفترة من 1999 إلى 2010، فضلا عن وظائف أخرى مع اليونيسيف، والحكومة البريطانية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، وهي جمعية خيرية.
وقال موقع "ميدل ايست أي" وترجمه "الموقع بوست"على الرغم من بيانات الاعتماد النجمية، فإن جواز سفر جريفيث وخلفيته في الخدمة الخارجية البريطانية سيترك قادة الحوثيين حذرين من حكومة تبيع أسلحة الرياض وتتيح لها تغطية دبلوماسية في الأمم المتحدة. كما أنه لا يستطيع التحدث باللغة العربية.
وكرر كارن روس، المبعوث البريطانى السابق والمدير التنفيذى لشركة الدبلوماسيين المستقلين، هذه المخاوف، قائلا إنه من المحتمل أن تعوق عملية السلام "نقص محزن" للمصادر في الامم المتحدة.
وأضاف روس أن "غريفيثس" لا يساعده "الاشراك المخجل للأعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي في تسهيل واستمرار النزاع على الرغم من كلامهم الذي فيه نفاق".
وذكر التقرير أن الصراع في اليمن سيكون شاقاً، ووصف التقرير الأخير الذى قدمه خبراء الأمم المتحدة اليمن بانها "أصبحت غير متواجدة" وانها تنهار في شكل "الدول المتحاربة" التى سيكون من الصعب جمعها معاً.
واوضح التقرير أن التوترات الجيوسياسية في اليمن قوية، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يعودان إلى الانفصاليين الجنوبيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين الذين تدعمهم إيران والذين أحيانا ما يطلقون الصواريخ الباليستية في اتجاه الرياض.
*نشرت المادة في موقع (middleeasteye) ويمكن العودة لها هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.