تقنية الشحن اللاسلكي ليست غريبة على المستخدمين، فهي موجودة منذ فترة في العديد من الأجهزة المتنقلة الرائدة، ولكن التقنية الحالية تتطلب أن يكون الشاحن على تلامس فعلي بالجهاز المتنقل كي تعمل، وعادة ما يكون ذلك من خلال قاعدة شحن، لكن كل هذا سيتغير قريبا مع تقنية جديدة للشحن اللاسلكي عن بُعد.
فقد وافقت هيئة الاتصالات الاتحادية الأميركية يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2017 على هذه التقنية عندما منحت شهادة الشحن اللاسلكي عن بُعد لجهاز إرسال يدعى "واتاب مِد فيلد".
يستخدم الجهاز، الذي طورته شركة ناشئة تدعى "إنيرجوس"، ترددات الراديو اللاسلكية لشحن الأجهزة المتنقلة على مسافة تصل 4.57 أمتار، وهي مسافة تزيد كثيرا عن طول كابل الشحن التقليدي.
ويعمل جهاز الإرسال على تحويل الكهرباء إلى ترددات راديوية، يتم بثها إلى الأجهزة التي تملك جهاز استقبال ملائما.
ولا تعد إنيرجوس أول شركة ناشئة تخطط لجلب الشحن اللاسلكي الفعلي إلى المستخدمين، فهناك شركات أخرى تعمل على مفهوم مشابه للمركبات الكهربائية، لكن إنيرجوس تعتبر أول شركة يتم الموافقة رسميا على تقنيتها من قبل هيئة الاتصالات الاتحادية، مما يعتبر مؤشرا قويا على فرص نجاحها.
ووفقا لرئيس الشركة ومديرها التنفيذي ستيفن ريزون فإن الحصول على الشهادة يعتبر علامة فارقة حيث يفتح المجال أمام خيارات واسعة تتخطى حدود تقنية الشحن اللاسلكي بالتلامس المستخدمة حاليا، أو نظام الشحن اللاسلكي 2.0 الذي يمكن للأجهزة وفقه أن تشحن بطريقتي التلامس أو عن بعد.
فتقنية واتاب لا تقدم فقط إمكانية الشحن اللاسلكي عن بعد فحسب، وإنما أيضا شحن عدة أجهزة في الوقت ذاته، مثل الهواتف والحواسيب اللوحية وحتى الساعات الذكية، على افتراض أنها تمتلك المُستقبِل الملائم. كما أن نظام واتاب يتيح للتقنية العمل حتى لو كان الجهاز المتنقل (الهاتف مثلا) وجهاز الإرسال ليسا من صنع الشركة ذاتها.
ورغم أن شركة إنيرجوس لا تملك حاليا أي أجهزة جاهزة للطرح في الأسواق، فإنها تخطط لاستعراض التقنية الجديدة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية "سي إي إس 2018" الذي سينطلق في لاس فيغاس خلال الفترة من 9 إلى 12 يناير/كانون الثاني المقبل.