يا أطفال التحيتا إلعنُونا .. لا تسامحونا، نحن الذين ثرنا ونحن الذين سكتنا وقلنا وجَبُنا، إلعنونا لأنا صمتنا عن وجع الزرانيق، إلعنونا لأنا رضينا لكم الذل دهرا، وعندما اشتعلت الأرض اردناكم وقودا.
أيها الجائع أنت يا معدود الجشائب، يا ظل إنسان أخبرنا كم كنا حقراء ونحن نخوض الحروب وليس في بيوتنا رزا أو دقيقا.
قل عنا ما شئت أيها التهامي يا ابن الخوخة فقد منعنا عنك البحر يا ابن البحر، وأخبرنا الأسماك أن الطريق الحُديدي لم يعد آمنا.
يا أطفال الخوخة ابصقوا على وجوهنا وحاسبونا، توقفت الحياة نعم، انقطع الخبز نعم، الأباء يتضورون جوعا وبطالة، والنخل جف والبحر يبحث عن ماء، عن شراع، ولحن، وأيدي تجدف في كل إتجاه.
وزعت أراضي تهامة ؛قطعة للأحمر، وأخرى للقيط سنحان ، وأخرى لعاطف، وتلك الأرض السبخة لابن بظر الطين، وتلك للفاشق والتي خلفها لطفاح، وفجأة انتهت المسافات .
الجوع جاء وقامت القيامة، أأنت مدرك ما تقول؟ نعم التصقت بطون الناس بظهورهم، وابن سلالة التنين يحارب، وابن رجل الديك يحارب، وذاك حيوان منوي مقدس يحارب.. من تحارب يا أخا عدامة؟
الناس في وجل والنصر لاح، يسبقه الموت، والجوع يضرب بعصاه في كل اتجاه.
صمتت تهامة وقاومت سرا وسجدت سهوا والسنون قاسيات والتاريخ لا يرحم والجوع أول الكافرين.
تهامة تنادي تهامة تجوع تهامة تموت، تهامة يمرغها الردى والعار وشعب نؤوم.