على ضوء إقرار قانون جيستا من قبل الكونجرس الأمريكي،يمكن القول أنه لا شيء ثابت في واشنطن، لا الصداقة ولا العداوة، ثمة مصالح ثابتة، وفي قلب هذه المصالح في منطقتنا، يأتي أمن إسرائيل وتفوقها، وليس ثمة اعتبار لأي مبدأ أو قيمة من القيم والمبادئ التي تتغنی بها أمريكا ليل نهار من الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان الی حرية التعبير والانتخابات الحرة والتداول السلمي للسلطة،في حال كانت مصالحها هي الأولى .
ويمكن أن نأخذ العداوة الأمريكية -الإيرانية ،و الصداقة الأمريكية -السعودية ،نموذجاً علی ذلك. ففي كلتا الحالتين كان هناك استدارة في السياسة الأمريكية ( الإدارة -الكونجرس) وبما يتناسب مع إيقاع المصالح الأمريكية ، وهذه الاستدارة رافقتها تقاسم في الأدوار وتبادل بين الإدارة الأمريكية والكونجرس ، في الاتفاق النووي الإيراني كان الرئيس مع رفع العقوبات علی إيران مقابل توقيع الاتفاق النووي ويضغط علی الكونجرس لإقرار الاتفاق، وفي قانون جيستا مع السعودية كان الكونجرس يشرع القانون ويصوت عليه والرئيس يرفضه.
أيا كان هذاالتقاسم فيالأدوار تلقائي أو متفق عليه، لا فرق... المهم هل نتعلم دروس العداوة والصداقة مع أمريكا ، أم سنتسمر في نفس الطريق والاكتفاء بكتابة الهجائيات علی معاقبة امريكا لمن كانوا يعدوا أصدقائها ، ومكافئتها لمن كانوا يعدواأعدائها ؟