يمثل الإعلام الاجتماعي نقلة نوعية و حقبة خطيرة في تطور الإعلام ، كونه شكل عبر تطبيقاته الجديدة وشبكاته المتعددة متنفس لجميع أفراد المجتمع ، وأطلق عليه الإعلام البديل ، و يطلق البعض مصطلح "ديمقراطية المهمشين" ، وهو اعلام الجميع فيه لاعبون دون حدود او سقف ،اذ لا يمكن لأحد السيطرة على حركة الاخبار والمعلومات في الاعلام الاجتماعي وتوجيهها حسب ما يراه سواء سلطة سياسية أو جهات اعلامية أو شخصيات عامة.
الجميع يؤثر لكن بدرجات والجميع يتقبل لكن بمستويات وهذه الحركة المعرفية غير المنضبطة غير المسيطر عليها تقوم بالتعديل الذاتي من خلال الجمهور.الفوضى في المشهد الاعلامي لا تقتصر على الاضطراب الطارئ بل السلوكيات العشوائية التي لا يمكن قياسها وبالتالي لا يمكن احتواؤها بفعل محدد.
يميل أساتذة الإعلام الی تبني "نظرية الفراشة في الاعلام" عند الحديث عن تأثيرات تطبيقات الإعلام الاجتماعي ، حيث التسارع في التأثير الى مدى غير معروف و أيضا يصعب قياسه. فالإعلام الاجتماعي بطبيعته الفوضوية النابعة من اجتماع أشخاص من اتجاهات وفئات مختلفة وخلفيات متباينة ، يظل بعيداً عن السيطرة ويصعب التنبؤ بتوجهاته وتأثيراته في المستقبل. و من المؤكد أن دور السلطة في السيطرة على الاعلام الاجتماعي قد تضاءل ، فلا الحجب يمنع ، ولا المعاقبة القانونية تؤثر الا في جوانب "أمن الدولة".
ويمكن الاشارة الی انحسار المؤسسات الاعلامية، وارتفاع حضور الافراد ، رغم التبايبن في مستوى المحتوى ، وغلبت الجماهيرية والشهرة على جودة المحتوى ، والسرعة في المشاركة أنتجت محتوى ضعيف في الجانب اللغوي و تعبيرات أضعف في الصياغة بل أحيانا متدنية ،و حتى سوقية.و رغم "فوضوية الاعلام الاجتماعي" الا انه يمثل مجال للأقلام الحرة للتعبير عن ارائهم والعقول الحكيمة لتوجيه مجتمعاتهم.