"حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني
يادجلة الخير , يا أمَّ البساتين
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين"
الجواهري
ليس الحديث عن بغداد بالنسبة لبغدادي مثلي بالشيء السهل، فيها تشكلت معالم شخصيتي على قصر المدة التي قضيتها فيها، الا ان تأثيرها باق إلى ما شاء الله، كانت بغداد محاصرة وكل مرتزقة الدنيا يتربصون بها، لا احد كان يصدق انها البوابة الشرقية للامة العربية، كان العرب حينها ينامون على بطونهم كالعادة، ولا يشيء يهم حتى لو ناموا "مع كل زناة الارض" شيء من الذاكرة يتردد على مسامعي "النفط مقابل الغذاء"، "مليون طفل عراقي يموتون بسب الحصار" سقوط بغداد والقاء القبض على الرئيس صدام حسين" حين وقع الحدث الاخير كنت يومها في كلية الاعلام آمنت حينها العراق تغير بكل قواعد اللعبة التي فيه، وهكذا كان يريدون من حاصروا بغداد 13عاما.
قبل هذا التاريخ بحوالي 13عاما أيضا كنت استمع لإذاعة لندن والأخبار فيها لا تتوقف عن بغداد، وكانت العراق من يومها تنافس فلسطين المحتلة في نشرات الأخبار، كنت طفلا مجرد مراهق يتساءل حينها يا راديو لندن أين أخبار اليمن؟ وسوداء علىَّ وعلى هذا السؤال الأقرب للأمنية الساذجة، بعد السؤال والأمنية المراهقة كانت أخبار اليمن تذاع عبر لندن وغيرها، في 2004 كانت قد بدأت حرب الاستنزاف للجمهورية اليمنية عبر ايقاد شعلة الحرب الطائفية والتي بدأت من صعدة وها هي تضم معظم أراضي البلاد، والحمد لله صرنا أحاديث على كل لسان وفي كل قناة ويا لسخف الأمنيات!.
اليوم وأنا أتناول وجبة العشاء مع "الحسين عليه السلام" وهو شاب عراقي عزيز ولطيف وحباب، شاهدنا حلقة من برنامج "البشير شو" والذي يعرض على قناة NRT ، اللعنة قرح الشفوت جوا وصارت اللقيمات بطعم القُب، مسخرة لأبعد حد ، ويعني بغداد ناقصها الحوثيين لا يكفيها داعش وحشد طهران بقيادة فيلق بدر؟،لم اعد ادري هل أنا حزين لأجل بغداد أم لأجل صنعاء؟ تحمل يا قلبي، تحمل الطعنات تلو الطعنات، حنين إلى بغداد وصنعاء يعصف بقلب منفي في خط الاستواء.
البرنامج كوميدي ساخر يقدمه أحمد البشير، تم حظر البرنامج في العراق ويبث من قناة المانية "دويتشه فيله" وقناة NRT ، وله شعبية كبيرة في الشارع العراقي، واجه تهديدات من داعش ومليشات الحشد ، وممنوع من دخول العراق، أشد مشهد في البرنامج هو إستضافة حوثيين في البرنامج بعرض تشبيهي بدت عليهما علامات الغباء المفرطة ، كما هو حال المليشات في الواقع، قارن البشير بين العراق واليمن وحالة التبعية لفكرة الطائفية وقاسم سليماني مؤسس الخراب في الديار العربية، وينتقد وهذا من حقه طبعا، علاقة العراق باليمن ودعم ميليشات انقلابية يشهد العالم أجمع أنها انقلبت على حكومة شرعية وتشبه داعش، دعى البشير حكومة بلاده إلى حوار داعش في الموصل كما استضافت الحوثيين في بغداد، فهو لا يفرق بين داعش والحوثيين، وانتقد دعم بلده لداعش وإرسال مقاتلين إلى اليمن.
القنوات اليمنية عليها إعادة بث الحلقة , وهنا أسجل دعوة للعزيز عبد الله الحرازي لالتقاط الفكرة ومقاربتها في برنامج بلا نخس، والدعوة أيضا موجهة للعزيز محمد الربع ومجموعته الساخرة فهنا الكثير سيلفت انتباههم، وانتم جمهوري العزيز ، عليكم أن تنظروا لكارثة الحوثيين بعيون غيركم، عيدكم مبارك والنصر لشعبنا ولمقاومتنا الباسلة في وجه هذا التخلف .
وهذا هو المقطع من حلقة البشير شو 21 الموسم الثاني
https://youtu.be/CmmEIMsCGKQ