بالتأكيد نرغب بوقف الحرب وإنهاء معاناة شعبنا في كل مناطق اليمن وبشكل خاص في تعز ، ولكن بحل عادل ومنصف لكرامة الدولة ودماء اليمنيين، وليس بحل يبقي القاتل و يعيده للحكم من جديد، الذهاب الی القبول بخطة كيري كارثة جديدة لن تنهي الحرب بل ستولد حروب أبشع وأفظع ، اذا ما تجاوزت القرار الدولي 2216 ، وهي بالتأكيد تتجاوزه بحسب المعلومات المنشورة عن الخطة.
أمريكا كل مايهمها هو التوصل الحل سياسي يقطع الطريق أمام التنظيمات الإرهابية ،ويعيد ملئ الفراغ السياسي في اليمن. هذا مايرد في تصريحات مسؤوليها ، وبالتالي هم لايهمهم أن يكون هذا الحل السياسي مبني علی القرار الدولي 2216 ، أو حل جذري للأسباب الحرب ، ولديهم استعداد بأن يتعاملوا مع أي طرف ولو كان مليشيات طائفية كما حدث في العراق من أجل ضمان محاربة التنظيمات الإرهابية ، و في اليمن يستغل الانقلابيون قلق امريكا و وهواجسها الأمنية ويقدموا أنفسهم كداعم لمحاربة هذه التنظيمات وبالتالي الحصول على رضى امريكا و دعمها للخروج بحل سياسي يلبي رغباتهم.
على حكومة الشرعية أن تعلم أن انتصارها في استعادة الدولة وتحرير الوطن من المليشيات الانقلابية، لن يكون فقط من خلال الجانب العسكري وتحرير العاصمة وبقية المدن، وهو مهم ولكن الأهم هو تقديم نموذج لبناء الدولة المنشودة في العاصمة عدن والمدن المحررة قولاً و ممارسة على أرض الواقع ، وفق خطط واضحة وشفافية في العمل ، والاشراف والتنفيذ ، بالاستناد على معايير الكفاءة والنزاهة والمحاسبة ،في مختلف الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية و العمرانية والانسانية والاغاثية ، لما في ذلك من كسب ثقة المواطن و مساعدته على مواجهة الظروف المعيشية القاسية ، و أيضا كسب ثقة المجتمع الاقليمي والدولي.