السلام الذي تسعى له دول التحالف العربي في اليمن، والمنطقة بأسرها، يعمل على تمزيقه أياد عابثة وتخترقه قوى خارجية، لا تنشد الاستقرار، وتركض خلف ميليشيا تساق نحو ميادين القتال، بدون هدف وتسعى لترتيبات مزعومة، لتكريس ما يسمى بالأمر الواقع.
 
وفي خضم هذه الحقائق الواضحة، لازالت المنظمة الأممية تضل الطريق؛ فالسلاح والسلام معضلتان يمنيتان منذ عقود ويحاول النظام السابق، بقيادة المخلوع صالح تدوير ملف الأزمة اليوم، في أبشع صورة.
 
ويدرك المراقبون، أن مايحاك لليمن من سيناريوهات عبثية، يناقض نظرية الزمان والمكان في يمن يشتهر بالحكمة، كما يدرك المقامرون أن جوهر القضية التي انتقلت إلى أروقة المحافل الدولية والأممية هو نزع سلاح الميليشيات ،وإعادة الشرعية، وبغير ذلك المضمون، لا يمكن أن يتحقق الأمن والسلام، وترسم ملامح المستقبل في ظل وجود ميليشيا مسلحة، تعبث بالأمن والاستقرار.
 
 فبعد أكثر من 100يوم من المشاورات والحوار لا يزال الانقلابيون يراوغون، ويقفزون فوق القرارات الدولية والحقائق، ويصرون على حمل السلاح، ويدقون طبول الحرب بمنطق القوة، ويدركون أنهم اغتصبوا السلطة، وعبثوا بمقدرات الشعب اليمني المنكوب، ومن هنا يجب أن يستأصل هذا الفكر، والسرطان الخبيث بعقلية القوة التي يؤمنون بها.
 
افتتاحية صحيفة عكاظ في عددها الصادر اليوم 4 اغسطس/آب