بات لزاما على الحوثيين والمخلوع صالح الخروج من عباءة إيران، إذ لم يعد المجتمع الدولي يتحمل المزيد من مراوغاتهم التي كادت تجهض مشاورات الأطراف اليمنية في الكويت. وينبغي عليهم التعامل ببعد نظر مع مبادرة الفرصة الأخيرة التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، واتخاذ قرارهم النهائي باستقلالية دون انتظار الأوامر من نظام الملالي الذي فجرت تدخلاته السافرة أكثر من أزمة في المنطقة العربية.
فالحوثيون وحلفاؤهم من أتباع المخلوع الآن في أضعف مواقفهم منذ انقلابهم على الشرعية بدعم وتشجيع إيراني، ومن ثم يجب عليهم التخلي عن المكابرة والنظر بعين الاعتبار إلى مصلحة الشعب الإيراني الذي دفع - ولا يزال - ثمنا غاليا للأزمة التي أقحموه فيها.
وبدلا من أن يستفيق الحوثيون والمخلوع من أوهامهم، حاولوا خلط الأوراق بالتسلل عبر الحدود إلى أراضي المملكة، لتلقنهم القوات السعودية الباسلة درسا قاسيا لن ينسوه أبدا. ومن المؤمل أن يكون ذلك الدرس دافعا لهم لمعرفة حجمهم الحقيقي والعودة إلى جادة الحق.
وعليهم أن يدركوا أن تحقيق السلام والأمن في اليمن مرهون باستقلالهم عن طهران التي يهمهما فقط تحقيق مصالحها الضيقة.
