في التاسع من يوليو تموز الجاري انطلقت أعمال مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي في باريس والذي ضم أكبر تجمع للمعارضة الإيرانية وحضره شخصيات كبيرة كان أبرزها الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السابق في المملكة العربية السعودية والذي ألقى خطابا قويا سمع صداه في اليوم التالي في الصحف الإيرانية التي تناولته في عناوين عريضة كما أدانت إيران رسميا مؤتمر المعارضة واستدعت السفير الفرنسي في طهران وسلمته مذكرة احتجاج على السماح بإقامة مؤتمر للمعارضة الإيرانية بحسب CNN لكن يبدو أن صدى لقاء المعارضة الإيرانية في فرنسا لم يقتصر على الصحافة ومذكرة الاحتجاج الرسمية؛ فقد شهدت فرنسا ليلة دامية راح ضحيتها 80 قتيلا و100 من الأبرياء سقطو جراء دهس بحافلة في مدينة نيس جنوب البلاد بحسب الإحصاءات الأولية.
وبمجرد تأمل بسيط وبغض النظر عن المنفذ وعن حججه التي لا ولن تنتهي لكن توقيت الحادث يضع علامات استفهام كثيرة حول علاقته بمؤتمر المعارضة الإيرانية الذي على ما يبدو لم يكن سهلا على السلطات الإيرانية.
وهنا يأتي السؤال الذي يطرحه كثيرون هل نستطيع فهم أحداث فرنسا بمنأى عن المعطيات المواكبة، بمعنى آخر هل نستطيع القول أن إيران أسرعت في الانتقام بشكل جعلها تبدو المسؤول الأول عن هذه الأحداث.
كان أيضا مثيرا جدا تصريح الرئيس الفرنسي حين قال بعد الحادث بساعات "فرنسا تحت تهديد الإرهاب الإسلامي" لأن مثل هذا التصريح الذي يعتبر تحديد هوية الفاعل يفترض أن يسبقه تحقيق موسع في الحادث؛ ما أثار تساؤلات أيضا عن وجود مشاريع عنصرية مبيتة كانت تبحث فقط عن مبرر لتكسب به تعاطف الجمهور.
وبعيدا عن هذه التحليلات تعالو لنعمل المنطق قليلا ونتأمل ماهي النتائج الفورية لمثل هذه الأحداث.
بكل بساطة تؤسس مثل هذه الأحداث لمزيد من الكراهية ضد المسلمين الفرنسيين وغيرهم من المهاجرين، كما تعمل على تأكيد موقف المتطرفين ضد الاسلام والمسلمين في المجتمع الغربي بشكل عام وفي الوسط الفرنسي بشكل خاص؛ لذا من المتوقع جدا أننا سنشهد بعد هذه الأحداث ارتفاعا في وتيرة محاربة المحجبات والمؤسسات الإسلامية والمساجد والدعاة الفرنسيين الذين يقومون بدور جبار في إيصال رسالة الإسلام إلى المجتمع الفرنسي.
لا يهمني كثيرا هوية الفاعل ولا من وراءه بقدر ما يهمني ويهم القارئ من المستفيد والخاسر من مثل هذه الأحداث التي أصبحت عبئا ثقيلا على الإسلام والمسملين قبل أن تكون مشكلة أمنية مؤرقة في المجتمعات الغربية