بين فينة وأخرى يطفوا إلى السطح خلاف التيار السلفي مع فصيل أو تيار ما.. وحين تتبع المنشورات والتعليقات تتفاجأ بكم هائل من السطحية والتسطيح للخلاف حيث يشخصن الخلاف ويتم تبادل الاتهامات وحسب.
إن أفضل رد يمكن أن يرد به السلفيون حين يهاجمهم تيار ما هو أن يوضحوا للناس حقيقة أنهم غير السلفية التي عرفها الناس وسوقت نفسها كما سوقها صانعوها أيضا.
عليهم أن يقولوا وبكل وضوح أنهم غير ذلك السفي التقليدي الذي ينشط في تبديع الناس وتفسيقهم وتوزيع صكوك السلفية بطريقة مضحكة، تسمع أحدهم وكأنما يبيع سلعة ما، وما شريط (يا حراجة يا رواجة) الذي سفه عشرات العلماء بطريقة لا تقل سخفا عن عنوانه إلا نموذجا من نماذج كثيرة سخرت فيها الأوقات والأموال والجهود.. وهذا تيار عريض تستخدمه دول عدة في ضرب أبناء الحركة الإسلامية ولخبطة الأوراق كثيرا، ولا يقتصر دوره على الإرهاب الفكري بل يصل إلى القتل كما حدث في ليبيا مع مع العلامة العمراني.
وعليهم أن يقولوا وبنفس درجة الوضوح أنهم أيضا غير تلك السلفية التي تبنت فكر التطرف، وتكفير المخالفين، والتي جعلت من المغرر بهم قنابل حية تفتك بالأبرياء وتستهدف دول العمق السني، وتضرب الأمن والاقتصاد معاً، وبيدها هي والمليشيا الشيعية يعيد الغرب اليوم إعادة تقسيم المنطقة على أساس مذهبي.
أعي جيداً أنهم أساساً غير هذه الأذرع وكثيرون يعرفون ذلك.. ولكن أولئك أيضا سوقوا أنفسهم باسم السفلية، فالمبدعون المفسقون للناس يوظفون نصوصا في غير موضعها من كتب أئمة السنة، وحينما أحرقت داعش الطيار الأدرني لم يفتها أن تستدل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الخلاصة:
هناك تيار سلفي عريض، صاحب فكر متزن، ومنفتح على الجميع، يتعامل مع مجتمعه ومحيطه بمسؤولية، سخَّر جهودا جبارة في الأعمال الخيرية والخدمية، لهم مواقف وطنية مشرفة، ومنهم أيضا من له حضور سياسي رائع، يحترم كل العاملين لأجل الوطن، ينافس بشرف، ويعمل بصمت، ويرتب مقربيه بحسب ولاءهم لأمتهم، وخدمتهم لأوطانهم؛ على التيارات الأخرى أن تدرك هذا، وأن لا تحمل هؤلاء تبعات تصرفات أولئك، كما أن على هذا التيار أن يقدم نفسه كما هو مجردا من تلك الأذرع المثيرة للجدل.