صحيح ان معظم اليمنيين لا يريدون حكم الحوثي ويتصدون له وهم معه في صراع قاتل منذ سنوات، إلا ان هذا لا يجعلهم يمنحون صكاً مفتوحا لاي قوة خارجية لتنفيذ ضربات عسكرية في اليمن حتى وان كانت لتقويض الحوثي.
لدى اليمنين حساسية مفرطة من التدخلات الخارجية. حتى التحالف العربي رغم حصوله على غطاء قانوني اسمي يمني إلا انه انتهى إلى نتائج عكسية بالمجمل والا لما تحدثنا عن خارطة طريق لسلام اعرج.
تنفيذ عملية عسكرية خارجية على يد بريطانيا وأمريكا او اي قوة اخرى يعني عدم اخذ اي دروس من سنوات الحرب الماضية.
ستكون عملية مدمرة تقتل مدنيين وبلا غاية او استراتيجية او هدف وسترفع من شعبية الحوثي وتعطي مصداقية لكل ادعاءاته الباطلة وتطلق يده في قمع اليمنيين واستحلال أموالهم وحقوقهم.
ليست غاية اليمنين القضاء على الخصم بل انتزاع شرف الحرب وشرف المواجهة. ولن يمنح اي طرف الموافقة على قصف مدن يمنية مجددا. ستكون مغامرة غير محسوبة.
تدثر التحالف العربي بطبقات من الأغطية منها الدفاع عن عروبة اليمن ووقف المد الفارسي ونجدة الظلومين قبل الحديث عن اي اهداف أستراتيجية.
رغم شكلية هذه البلاغة إلا انها كانت هامة جدا لانها تنظر إلى مستقبل العلاقة بين اليمن ومحيطة. فماذا سيقول الأمريكان او البريطانيون ؟
تقويض قدرة الحوثي على إلحاق الاذى بالمياه الدولية يمر بطرق اخرى غير تنفيذ ضربات على الارض اليمنية.
ينبغي فهم المزاج اليمني وارتباطه بشرف ترابه وتقلبات خارطة التحالفات والخصوم المفاجئة وغير المتوقعة قبل التهور وتنفيذ اي عمل مسلح.
يستخدم الحوثي اسلوبا دعائيا مكنه من حشد مقاتلين بعشرات ومئات الالف دون إغراءات مالية لمجرد الدفاع عن الوطن وسيادته وهو كاذب وكذوب.
وها هو يستثمر في الحرب على غزة ويكسب شعبية لا يمكن تجاهلها بين أوساط العامة والنخب.
لا ينقص اليمنين جرحا نرجسيا جديدا يتمثل بالاعتداء على ارضهم دون غطاء شعبي.
يمكن انتزاع غطاء لعمل كهذا من حكومة ضعيفة لكنه انتحار سياسية ماحق.
تهديد الملاحة الدولية امر غير مقبول في عالم اليمن ومعالجة هذا الأمر ينبغي ان تكون على اسس قانونية.
المعالجة المثلى هي استنهاض الحكومة اليمنية لتقوم بواجباتها القانونية والسياسية تجاه مواطنيها ازاء حركات التمرد والارهاب وواجباتها تجاه الامن والسلم الدوليين وحماية ممرات الملاحة الدولية.
اكتب هذا بتجرد تام وإدراك لطبيعة اليمن واليمنيين وتقلباتهم السياسية منذ قرون.