حتى علامة اليمن الكبير، رمز السلام والتسامح، الرجل العابر للمذاهب، العالم الجليل الذي رفض أن ينجر إلى معارك سياسية، ورفض أن يكفركم، ورفض الفتوى بالجهاد ضدكم!
حتى العمراني الذي يزحف بعمره نحو المئة!
العمراني الذي نذر عمره للعلم والتدريس!
العمراني!
لم يسلم منكم!
مئة سنة لم تشفع له!
شعره الأبيض، ووهن عظمه، ومرضه، ومكانته بين الناس!
كل ذلك ليس له أي اعتبار!
ما استحيتم من قامته في التاريخ أيها الأقزام!
أي شيء أنتم بالله عليكم!
أعجزتم من سيأتي بعدكم!
لم تدعوا لأحد مجالاً لينافسكم!
أعجزتم كل من يريد أن يكتب عن هذه الحقبة المظلمة من تاريخ "اليمن السعيد" بكم حتى الثمالة!
شاهدوا صورة حسن زيد، وصالح الصماد، وكأنهما يحققان مع متهم وليس مع شيخ الإسلام، ورمز اليمن الكبير محمد بن إسماعيل العمراني.
العمراني "شوكاني العصر"، وكره السلاليين الطائفيين للعمراني يوازي كرههم للشوكاني، وجد محمد بن إسماعيل العمراني، العلامة الشهير محمد بن علي العمراني كان تلميذ الشوكاني ورفيق دربه، وقتل العمراني الجد على يد السلاليين، أسلاف الحوثيين في جامع في زبيد، وهو يدرس في حلقته، بتهمة أنه ناصبي لآل البيت، وقبره هناك إلى جوار قبر الفيروزابادي صاحب القاموس المحيط.
يقول أحد أقارب العمراني: تحفظ الحوثيون قبل عام على مكتبة مركز العمراني للدراسات الملحقة بجامع بلال ، بحجة أن فيها كتباً للوهابية والإرهابيين وداعش، وهي الآن في حكم المصادرة.
آثر رمز اليمن الكبير في حينها ألا يثير الموضوع، ظناً منه أن ذلك سيحدث فتنة رغم رؤية أتباعه، وكل مريديه بأن سكوته في هذا الوقت ليس مستساغاً.
واليوم، وبعد عام كامل من صبر الشيخ على أذية الحوثيين، يتواصل معي أحد أقاربه، ليشرح وهو يتفطر حزناً أن الحوثيين سيطروا على المكتبة، وأن التخلص منها مسألة وقت ليس أكثر.
يضيف: قبل رمضان بيوم أو يومين جاء صالح الصماد وحسن زيد إلى مسجد العمراني القريب من بيته، وكأنهما يحققان معه ضاغطين عليه لنقلها، تمهيداً للتخلص منها، بعد أن تم وضعها تحت سيطرتهم عاماً كاملاً.
الشيخ العمراني رفض، ولذا قرر الحوثيون إبقاء المكتبة تحت تصرف سامي شرف الدين، المسؤول الثقافي للجماعة، والذي حولها إلى مقيل للقات.
مقيل قات؟!
تستغربون؟!
أما تناولوا القات في المساجد؟!
على كلٍ...
قال المصدر: الحوثيون يريدون حرق كتب نفيسة في المكتبة، بحجة أنها كتب للوهابية والدواعش.
تضم المكتبة كتباً قيمة في العلوم الدينية من جميع المذاهب وكتباً في التاريخ والأدب وكتباً نادرة عن اليمن أرضاً وحضارة.
المثير للسخرية أن الحوثيين صوروروا زيارة صالح الصماد، وحسن زيد للعمراني على أنها لفتة إنسانية من جماعة "المسيرة القرآنية"، بينما أكد مقربون من الشيخ أنهما مارسا ضغطاً عليه ليتخلى عنها طوعاً، قبل أن يتم التصرف فيها بالقوة.
"مكتبة العالم الجليل محمد بن إسماعيل العمراني تحت إمرة سامي شرف الدين، يتناول فيها القات"...
"الحوثيون يؤذون العمراني"...
هذا هو عنوان الخبرـ هذا هو عنوان "العصر الحوثي"، عنوان اليمن الذي يحاول الحوثيون أن يعيدوا حشره في جبة أحمد بن يحيى حميد الدين.!