إن عدم وضوح الأهداف والوظائف ، وتغليب الربح على الرسالة ، تؤدي غالباً إلى إستحالة وضع خطة برامجية شاملة ومتوازنة ، خطة قادرة على تحديد نسب متوازنة للمواد والبرامج المختلفة حسب أولويات المجتمع العربي وتنميته ، وتتجنب الإفراط في اهتمامات على حساب اهتمامات أخرى،
لهذا نلاحظ إن أغلب القنوات الفضائية العربية تعطي السيادة للوظيفة الترفيهية على حساب الوظائف الأخرى إذ تستحوذ المواد والمضامين الترفيهية (معظمها سطحية ومبتذلة) ، على أغلب الوقت والجهد والإمكانات المادية ، وتحتل مكانه متقدمة في الخريطة البرامجية للقنوات العربية.
وهكذا تتفوق البرامج الترفيهية من ناحية الكم على ماعداها من البرامج ، وتتصدر أولويات القنوات العربية من دون أن يواكب ذلك تطور في المستوى الكيفي ، بل إن العديد من القنوات الفضائية تنظر إلى البرامج الترفيهية على إنها المعيار الأساسي في النجاح والتميز، على الرغم من أن أغلب ما يقدم من هذه البرامج يتسم بالسطحية والتكرار الممل ومخاطبة الغرائز،
وتجدر الإشارة إلى سيادة فكرة تربط بين زيادة نسبة البرامج والمواد الترفيهية في الفضائيات العربية وشهر رمضان المبارك من كل عام ، إذ تعلن حالة الطوارئ فيها من أجل كسب المشاهدين من خلال إنتاج مواد ترفيهية بطريقة متسرعة ومن دون إعداد كاف ، ومن دون أي مراعاة لقيم الصوم وفلسفة وقدسية الشهر الكريم .