في 26 من الشهر الحالي تدخل الحرب في اليمن عامها التاسع وسط أجواء هادئة تبشر بالانفراج للتوصل الى حل سلمي في اليمن والمنطقة بعد الإحتكام للغة الحوار بدلاً عن السلاح، وهو ما طالبنا به منذ بداية الحرب وحتى اليوم. وقد تجسدت مؤشرات ذلك الانفراج في الحوار المستمر بين السعودية وأنصار الله وبرعاية عمانية - أممية وبمباركة اقليمية ودولية، كما تابعنا الاتفاق الثلاثي السعودي الايراني الصيني الذي أعلن عنه في 10 مارس 2023 والذي سيكون له دون أدنى شك تأثيرات ايجابية على اليمن والمنطقة كلها.
ونحن نبارك كل هذه الجهود المحلية والاقليمية والدولية التي تسعى لإحلال السلام على المستوى اليمني والاقليمي والدولي.
في 27 مارس من عام 2022 كتبت مقالاً بعنوان
"هذا العام عام الفطام" ولأهمية ما جاء فيه فإنني أقتبس منه: "من المعروف أن الطفل عندما يولد يتعود على الرضاعة من أمه، وحينما يحين وقت الفطام تبدأ مشكلة الطفل، ويبدأ بالصياح والصراخ ويضرب برجليه الأرض و "يزبط" (كما نقول بالمحلية اليمنية)، لأنه يريد الاستمرار في الرضاعة من ثديي أمه معتقداً أنه سيموت دون ذلك، ولا يقتنع أو يسكت من الصراخ إلّا بالمصاصة الكاذبة التي تلقمها له حتى يهدأ، حينها يقتنع أن حليب أمه إذا انقطع ليست نهاية الحياة، وأن هناك وسائل تغذية أخرى ليستمر في الحياة. وبعد عامين أو أكثر من الرضاعة والفطام يعيش 60 و 70 عاماً والبعض أكثر من ذلك.
أردنا فقط استخدام حال الطفل مع الفطام لمجرد التشبيه، رغم الفرق الشاسع بين براءة الطفل وحبه للحياة وقلة تجاربه، وبين حال تجار الحروب الذين تمولهم اطراف خارجية متعددة، فهؤلاء يعتقدون أنه إذا انقطع المال فإنهم سيموتون وينتهي دورهم ولهذا يريدون استمرار الحرب برغم ما تسببه من قتل ودمار وخراب للوطن والناس.."
أما اليوم وبعد ثمان سنوات من اندلاع الحرب في اليمن سالت أنهار كثيرة من الدماء، وقُتل أكثر من 300 ألف من الأبرياء وشُرّد الملايين، وحلّ دمار كبير بالبنية التحتية ولم تنجُ من هذا الدمار آلاف المواقع التاريخية والأثرية، كما تدهور الاقتصاد وانهارت العملة، وحل الفقر، وأصبحت المجاعة تحاصر الملايين..
كل هذا! والمال لا زال يتدفق على تجار الموت والحروب والسلاح في الداخل والخارج، المستفيدون الوحيدون من هذه الحرب وهذا الخراب، وقد حان وقت الفطام وقد أدرك العالم وقواه المؤثرة ذلك، وتحرك باتجاه وقف الحرب والحثّ على التسوية السياسية..
من هذا المنطلق الذي تبنيناه منذ بداية الحرب نحن نرحب بالحوار الذي يجري مع أنصار الله لإيقاف الحرب في اليمن، وقد باركنا في مجموعة السلام العربي هذه المبادرة اضافة الى العديد من الدول العربية والعالم..
نأمل أن تجد هذه المبادرات طريقها لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل والصيف الحار في مدن اليمن الساحلية والامتحانات السنوية للطلاب الذين لم ينعموا بالسلام خلال السنوات الماضية.
نتمنى السلام والامن والاستقرار والازدهار لشعبنا وشعوب العالم أجمع، وكل عام وانتم بخير..
نعم للحوار.. نعم للسلام.. لا للحرب..
*من حائط الكاتب على فيسبوك