الحرب ليست نزهة، ولا أحد يتوقع حرباً بلا ضحايا؟ وكلا الطرفين بلا شك خاسر، والمملكة لم تكن في وارد الحرب ولم تكن لتتدخل في اليمن لولا استنجاد القيادة اليمنية الشرعية بها وطلبها استرداد ما اغتصبه الحوثيون بمعاونة المخلوع.
لقد حاولت المملكة تجنب هذه الحرب ولم تكن حريصة على خوضها، وكل الاستفزازات السابقة على الحدود لم تكن لتجر المملكة إلى الحرب، حتى بلغ السيل الزبى وأصبح خيار الشعب اليمني مختطفاً لصالح حسابات إقليمية لا ناقة فيها للشعب اليمني ولا جمل.
منذ أن وصلت شرارة ما يسمى بالربيع العربي إلى اليمن وهو في شقاء حتى احتضنت الرياض الأفرقاء وانتشلت اليمنيين من فوضى الشوارع إلى مظلة العملية السياسية؛ التي لم تكن في أحسن أحوالها لكن الجميع كان ملتزماً بالحوار والمبادئ الأخلاقية لهذه العملية حتى انقلب الحوثيون بدعم من المخلوع وتكشفت الحسابات الإقليمية وكاد اليمن برمته أن يكون مجرد ملف ملحق على طاولة مساومات إقليمية.
وبدلاً من أن تساهم الأمم المتحدة في تنفيذ قرارها ذي الرقم 2216 أو تدعم المحادثات الجارية في الكويت كان الحضور الأممي كالعادة جالباً للقلق عبر إدراجها قوات التحالف في لائحة "الدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات والحروب"!!.
إن أطفال اليمن هم فعلاً ضحية لكن ليس بالطريقة التي تصورها الأمم المتحدة.. الحوثيون يجندون الأطفال وهذه معلومات موثقة حيث قبضت قوات التحالف على 52 طفلاً لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، شاركوا في ساحات القتال، وزرع الألغام إلى جانب الانقلابيين.. كما أن الحوثيين يتخذون من التجمعات والمستشفيات والمدارس أماكن لتخبئة الأسلحة والذخائر يضاف إلى استخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية وهذه أيضاً موثقة لدى الأمم المتحدة نفسها التي سبق أن أدرجت الحوثيين في قائمتها السوداء لهذا السبب.
ولا شك أن مقتل 500 طفل يمني لو صدقت الإحصائيات التي تزعمها الأمم المتحدة يتطلب تحركاً أممياً جاداً لمعرفة السبب الحقيقي والمساهمة في معالجته بدلاً من توزيع التهم الجزاف والمساواة بين المجرم والضحية.. إن أطفال اليمن يخضعون لأسوأ استغلال مجرم عبر زجهم في هذه الحرب واستخدامهم ليكونوا مجرد أرقام في أوراق المنظمات الدولية طمعاً في الحصول على تأييد أعور لا يرى الحقيقة كاملة.
إن الحوثيين والمخلوع وزمرتهم المتواجدين في القائمة السوداء منذ خمسة أعوام أولى بالتحرك الأممي نحو المعالجة الحقيقية التي ترى ما يحدث على الأرض وتنحاز للحل الإيجابي الذي يدعم الحوار في الكويت والشرعية المؤيدة في قرار الأمم المتحدة رقم 2216.
تضليل الأمم المتحدة ليس بالمهمة الصعبة وربما كلنا نذكر استخدامها لاحتلال العراق وما أفضى إليه اعتمادها على المضللين لبناء قراراتها الكارثية، وعلى الرغم من ذلك فإننا واثقون أن قوات التحالف التي جاءت لليمن من أجل إنقاذه واستعادة شرعيته، مستعدة للمشاركة في تصويب هذه الأرقام لأنها وللأسف وجدت نفسها مضطرة لإنقاذ اليمن من بعض أبنائه!!.
نقلا عن الرياض