يُمسك الأشقاء بزمام مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والعسكرية في اليمن, لدرجة استلاب الوطن وقيادته السياسية الإرادة في اتخاذ القرار وتطويع الدولة بكل مقدراتها للانضواء تحت إمرة التحالف وتوجيهاته, وهو أمر يؤكد أن التحالف قد اتخذ قراره المجحف في حصار اليمن على كافة الصعد ليسهل له جر البلاد إلى الفوضى وخلخلة النسيج الاجتماعي, وبلا شك فإن مجلس القيادة والحكومة أمام الأزمة الاقتصادية الخانقه والتدهور المروع للعملة لايستطيع عمل شيء, فليس بمقدورهم عمل شيء لصالح الوطني ولاشك أن الأمر مخجل ومعيب في حقنا لكن هذا هو الواقع الذي يقدم نفسه.. وأمام كل هذا الاجحاف يتحمل مأساة اليمن الاقتصادية الأشقاء أولا وليس غيرهم ولاينبغي أن تأخذ دفة السفينة منحى آخر للمغالطة والهروب من الحقيقة.
في كل الأحوال ليس الأمر مماحكة سياسية بل حقيقة هي رأي العين ويلمسها كل ذي بصيرة.
على هذا الأساس فإن اليمن شمالاً وجنوباً يقع تحت الوصاية المطلقة للأشقاء في السعودية وبصريح العبارة نقول: أدوات المعالجة الاقتصادية اليوم بيد الأشقاء فهم مفتاح الانفراج للوضع السياسي ولكل تداعيات المرحلة ومآلاتها التي قد تجر تبعاتها حتى على الأشقاء أنفسهم
وقد قيل:
بذلت لهم نُصحي بِمُنعرَجِ اللِّوى
فَلم يَستَبينوا النُصح إلا ضُحى الغَدِ
إن الوضع العسكرى ومآلاته يتحكم به الأشقاء في الرياض ولذلك أجد أنه لاجدوى من مطالبة مجلس القيادة والحكومة العمل على إيجاد حلول ناجعة بل يجب أن نضم أصواتنا إلى أصواتهم ونطالب أصحاب الوصاية الأشقاء بتحمل كامل المسئولية وفقاً للقانون الدولي, فعليهم تقع مسؤولية التدهور الاقتصادي في اليمن..
هم المسؤولين عن هذا التدهور وليس غيرهم .. يقول البعض تلك مبالغة, أقول لكم وبكل شفافية وأتساءل: بيد من المطارات والموانئ؟ ومن المتحكم بتصدير النفط أو بالأصح بمنع تصديره؟ من المتحكم بمنشأة بلحاف؟
من الذي أنشأ بدل الانقلاب انقلابات؟
من الذي منع الجيش من التقدم نحو صنعاء؟
من الذي يسيطر على الشواطئ ويمنع الصيادين من الصيد؟
من الذي منع العاصمة عدن من أن تكون عاصمة نموذجية لكل اليمنيين تحتضن التجار والسياسيين ورؤس الأموال؟
والحقيقة الأكثر مرارة أن جميع الكيانات في اليمن تحولت إلى أدوات وظيفية لايمتلكون من القرار شيئاً ..
نحن في الواقع بلا دولة, دولتنا تم تعطيلها بشكل كلي لنتجه إجبارياً نحو الانهيار الكبير..
فلا تصدقوا أن المجلس الانتقالي يعيق أعمال مجلس القيادة, فالمجلس الانتقالي مجرد أداة وظيفية للأشقاء الذين برعايتهم تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي..
حتى تعنت مليشيات الحوثي ورفضها فك الحصار عن تعز ومماطلتها واستمرار هذا التسويف لم يكن ليحدث لولم يكن الأشقاء راغبين في ذلك.
من يستطيع أن يصدق أن الحوثي الذي يقصف الرياض بالصواريخ يقيناً هو أداة وظيفية بيد الأشقاء؟ نعم إنه كذلك وإنهم أحرص على بقائه من إيران, وإلا ما معنى منع الجيش من دخول صنعاء وإضعاف قواته ومحاصرته!!.. هذه حقيقة نشاهدها واقعاً مع يقيننا أن تبعيات هذا اللعب ستحول المنطقة إلى كارثة وستعصف باستقرار كل الدول دون استثناء..
ويبقى السؤال الذي لم نجد له إجابة واضحة:
ما الذي يريده الأشقاء من اليمن سلطة وشعباً حتى نخرج من دوامة العذابات والدماء والفقر والتشرد لشعب تعداده ثلاثون مليوناً كل طموحه وأمنياته اليوم هزيمة المليشيات الإيرانية واستعادة العاصمة صنعاء!؟..
قلتها وأكررها اليوم وغداً: خذوا من الأشقاء شروطهم واشتراطاتهم وكل مخاوفهم على محمل الجد ويتم التعهد بتنفيذها, شريطة أن يصدقوا معنا في معركة تحرير صنعاء..
نحن نريد صنعاء عاصمة وطن كل اليمانيين كما نريد محق المشروع الفارسي وهزيمة إيران.. نريد الاستقرار والذي لن نناله إلا بهزيمة قوى الطغيان والكهنوت.. فاستمرار الحال على حجم العذابات التي يتجرعها الشعب اليمني لم يعد مقبولاً..
وتجاهل الأشقاء لمأساة شعب يجعلهم يتحملون مسؤوليته السياسية والاقتصادية والعسكرية والتاريخية..
هذه الحقيقة يجب أن يواجه جميع قيادات الدولة الأشقاء بها.. وليدرك مجلس القيادة أنه اليوم أمام خيارات صعبة.. وأن الخطوة للأمام تحتاج إرادة صادقة ومصارحة جادة ووقفة متجردة من الانتصار للذات والسعي لإماطة اللثام عن كل المغالطات وتصحيح المسار ثانية بصدق وضمير حي, والوقوف مع الدولة في استرداد وطن قبل أن يقع الفأس في الرأس.
والله فوق الغادر المتجبر