لا توجد قضية أهم من اليمن، فهو الأصل، وقد قلنا وأعدنا القول أن الشرعية هي شرعية اليمن، إذا سقط اليمن في مخطط التقسيم فإن الشرعية ستزول بزوال الأصل، ولا توجد خيارات أمام الشرعية سوى الدفاع عن اليمن.
وقلنا مرارًا لمن هاجموا الشرعية أو استهدفوها أو أرادوا النيل من رئاستها، أنتم تلحقون الضرر باليمن، وتلحقونه بأنفسكم، فشرعية وجودكم يتوقف على بقاء شرعية اليمن، ولكن محررة من كل الضغوط.
لا يمكن لأحد أن يسلب الشرعية شرعيتها إلا من منحها وهو الشعب، والشعب يرى أن شرعيته تتآكل تتراجع ويختفي وجودها الفعلي شيئًا فشيئًا.
تهاجمنا أطراف كثيرة لدعوتنا للإنقاذ، واستُأجرت أصوات وأبواق، وخُلقت أمانات مؤتمرية واستدعت فروع، وكُتبت بالأمر بيانات، لا لشيئ إلا لأننا وصفنا الحالة في بلدنا بالكارثة، دماءٌ ودمارٌ ومجاعة، مليشيات وفوضى وتراجع وانكسار، وتقسيم يصنع أمامنا، لا سبيل لنكرانه.
الإنقاذ الوطني مطلب سيتسع بنا أو بغيرنا، وهو فعل قادم من جوف معاناة الشعب اليمني، فالجوع كافر، والجرح غائر، وصيحات المعدمين تتعالى، فالناس ليسوا جهلة كما قد يتصور البعض، وهو أيضًا إنقاذ للشرعية فكفوا عن الاصطياد في الماء العكر.
الشعوب الحية لا ترضى بالقهر طويلًا، ولا تستكين للضيم مديدًا. وما يحدث في اليمن قهرًا وضيمًا وتهديدًا حقيقيًا لثلاثين مليونًا، الحوثيون وإيران سببه الأول، وبعض التحالف سببه الآخر، والسكوت عنه شراكة فيه.
أما الذين يلوموننا على دعوتنا لوقف فوري لإطلاق النار والبحث عن السلام، نقول لهم؛ منذ متى كنا نرفض السلام، كنا نطلبه دائمًا عادلًا وشاملًا وفقًا لمرجعياته.
ألم نحاور الحوثيين مرات طلبًا للسلام، وقد كنا في وضع عسكري أفضل، ألم يفاوضهم حلفاؤنا طلبًا للسلام، رفض الحوثيين وتجبروا، نعم، استمروا في سفك الدماء، نعم، لكن هذا ليست حجة لوقف الدعوة للسلام، علمًا أن السلام العادل لايتحقق إلا بين متكافئين.
ليست لنا مصلحة في الخلاف مع أحد، ولم نكن دعاة شقاق ونفاق، لكن لنا مصلحة كبرى ودائمة ومقدسة في بقاء اليمن موحدًا، وأن يستمر نظامه الجمهوري قائمًا، ولا نرى أمامنا ما يحمي الجمهورية والوحدة والشعب، لهذا حمَّلنا الحوثيين المسؤولية الأولى عن الكارثة، رفضنا الانقلاب والإمامة وسنرفضها، بثوب "علي" جاءت أو "فارسية" بثوب الولاية.