نفس شعارات الحوثي قبل أن يدخل أي منطقة، عيال الساحل قد معهم هاشتاق: "تصحيح المعركة الوطنية"، وهو ليس تغطية على خيبة الانسحاب والإنكسار بدون معارك، بل يبدو من الحماس أن هناك عمل خفي يهدف لاستكمال مشوار خبيث تأخر تحقيقه، وكأن المعركة الوطنية كانت تستوجب تسليم إيران مناطق هامة ليتم التصحيح!
المتغيرات الأخيرة في الحديدة وغيرها، وهذا صوت النشاز المرتفع، وهذه الدعاية الضخمة الممولة من المخابرات الأجنبية، كل هذه تستهدف مأرب وشبوة على وجه الخصوص، كونها محافظتين رفضتا الإنصياع والإنقياد للحظيرة، ويبدو من الإعلام الذي يغطي الحادثة أنه موجه بشكل صارم ويعرف ما يريد.
من يسأل عن الحكومة فهي مغيبة كالعادة، أحدهم غير يمني قال لي مطمنا: "الحمد لله هناك اجتماعات كبيرة لصالح اليمن، يقودها أحمد علي صالح، هادي ما ينفعش ضيع بلادكم"، وبغض النظر عن كلام من هذا النوع، إلا أنه يفصح عن ما بات يعرفه الجميع، بأن هناك رغبة إقليمية بتجاوز الرئيس هادي واختيار آخر، من القوى التي استخدمت طوال الحرب، لصالح مخابرات ومشاريع خارجية.
نعرف أنه لا تستطيع الحكومة فعل شيء إزاء هذه المتغيرات التي تحدث علانية، وقد أثبتت عجزها الفاضح في كل القضايا والظروف، ولم يعد يعول عليها أحد، اليوم الكلمة لرجال الداخل، على مأرب أن تستعد وتهيىء نفسها لتحديات ستواجهها معزولة عن العالم، ودون سند أو ظهير، وكذلك شبوة، عليكم أن تمتلكوا قرار أنفسكم وتقرروا بما يتناسب مع وضعكم، ودون الرجوع لأحد، وعدوا العدة لسيناريو أسوأ، وهذا ما يتم التجهيز له في الغرف المغلقة.