في 24 أبريل (نيسان) تم تحرير المكلا، ميناء حضرموت الأهم، من احتلال تنظيم القاعدة، بعد عمليات نوعية لقوات تحالف إعادة الشرعية، ورأس حربتها السعودية والإمارات، بمشاركة مؤثرة من قوات يمنية شرعية، ومقاومة شعبية، من أبناء حضرموت خاصة.
لم يكن هناك ذكر لـ«داعش» في اليمن، أو «الدولة الإسلامية» المزعومة، حسبما يسمون أنفسهم أو يسميهم بذلك أمثال «بي بي سي» وغيرها من وسائل الإعلام.
داعش ظهرت على المسرح اليمني نكاية بقوات الشرعية العربية الإسلامية «الدولية» في اليمن، ونكاية بالدولة اليمنية، ولم يستفد «سياسيا وإعلاميا» من ظهورها إلا الماكينة الدعائية الحوثية والصالحية.
المكلا تعتبر مدينة شديدة الأهمية بالنسبة للحكومة اليمنية الشرعية، ففوق أنها أهم ميناء يمني في الشريط الساحلي المطل على بحر العرب من جهة حضرموت، تصل إليها أنابيب البترول والغاز من مأرب والجوف، وفيها قوة عمل خبيرة في أعمال التصدير والتجارة، منذ القدم، وفوق ذلك بعيدة كل البعد عن «الجو» الحوثي والصالحي، على عكس عدن، التي فيها مشكلات أكثر من المكلا.
لكل هذه الاعتبارات يمكن للمكلا أن تكون «عاصمة» عملية للحكومة اليمنية الشرعية، تدر المال اللازم لتسيير العمل الداخلي، وممارسة التجارة، وتكوين مرتكز مديني سياسي مغرٍ لبقية اليمنيين، في النسج على منواله في ركاب الشرعية اليمنية.
من هنا كان تواتر هجمات «داعش» على المكلا، بعد تحريرها، يثير الكثير من الأسئلة، وأصلا لم يظهر اسم «داعش» في المكلا وحضرموت إلا الآن.
قبل أيام، في هجمات مكررة، فجر الإرهابيون الذين صدر بيان يتبنى عملهم من «داعش»، مقرا للشرطة واستهدفوا مدير أمن حضرموت مبارك العوبثاني، بمفخخات، راح ضحية ذلك زهاء 30 شخص وجرح قرابة 60 بريئا. وجاء في بيان نشرته حسابات مؤيدة لـ«داعش» على مواقع التواصل، أن أحد قتلته «أبو البراء الأنصاري»، قام بتفجير حزامه الناسف وسط تجمع لـ«مرتدي» عناصر الأمن.
لا بد أن نعلم أن الحرب على «القاعدة» و«داعش» باليمن من قبل الشرعية حرب حقيقية وليست ورقة تلعب، ومن دلائل ذلك اعتقال نحو 250 عنصرا قاعديا فقط منذ تحرير المكلا.
هذه الحرب الجديدة التي يشنها إرهابيو «داعش» على المكلا، دليل متجدد على أن هذه الجماعة الخبيثة تخدم بسخاء وكرم الأهداف البعيدة لأعداء المصالح العربية والشرعية المتمثلة بالتحالف وقوات الشرعية اليمنية، التي تقاتل جنود الخميني في اليمن، الحوثية، وأحلافهم من الصالحيين.