في الهجوم الأخير الذي تعرضت له مأرب أدركت المملكة العربية السعودية خطورة الموقف فالقت بكل ثقلها في هذه المعركة .
كان من بين ما أدركته المملكة أن سقوط مأرب هو إعلان رسمي ونهائي لخسارتها للحرب التي اخذت على عاتقها فيها نصرة الحكومة الشرعية وكافة اليمنيين في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن ، ما أدركته أيضا المملكة يعني نقلا للمعركة إلى الأراضي السعودية.
ثمة أشياء كان يجب ان تٌقال وأعتقد أنه لايزال الوقت ممكنا لكي تقال ولكي لاتخسر المملكة معركتها في اليمن ومعها نخسر معركتنا.
ومن الأشياء التي يجب أن تقال والأخطاء التي ارتكبت منذ 6 سنوات هي مايلي :
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما نٌقلت قيادات الشرعية إلى الفنادق وأغدق عليهم المال الوفير فتحولوا من ثوار ينتظرهم الشعب إلى تجار وكان يجب أن يظل كافة المسئولين والقيادات داخل اليمن يعانون مايعانيه الناس.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما أدار التحالف ظهره للمناطق المحررة فعبث بها العابثون وحولوها لنموذج سيء وقف أمامه المواطن البسيط وقارن بينها وبين مناطق سيطرة الحوثي فمالت الكفة إدارةً وأمناً وتنظيما واستقرارا اقتصاديا لصالح مناطق الحوثي.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما فشل التحالف في إيجاد مدينة يمنية واحدة يأوي لها اليمنيون الهاربون من جحيم الحوثي الأمر الذي اضطر ملايين الناس إلى مغادرة البلاد.
- ضلت الحرب حينما صور بعض التحالف لبعضه الآخر أن لديه معركة مع رجال اليمن الأقوياء من قيادات وذهبت الحرب بدلا عن حربها ضد الحوثي إلى حرب أخرى ضد كل رجل قوي مقارع للحوثي فنال الكثير من الأقوياء تنكيلا قاده بعض التحالف وصدقه بعضه حتى بدت المناطق المحررة خالية من الرجال الأقوياء ولم يتبق على الأرض الا كراكيس لايقتنع بهم أحدا وصار الجندي يقف في مترسه مقاتلا الحوثي فلا يجد سببا واحداً يدفعه للتضحية سوى دفاعه عن أهله وعشيرته.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما عانى الناس في المناطق المحررة ضياعا للأمن وغيابا للخدمات وسوء للإدارة وصراعا للميلشيات ،وضعا اضطر معه كثيرون للهرب إلى مناطق سيطرة الحوثي بحثا عن الأمن والأمان.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما وقف اليمنيون أمام معركة السواحل والموانئ والجزر ودوت أصوات المدافع على بعد آلاف الأميال عن صنعاء في وجهة حرب أخرى انكرها عموم اليمنيين ورفضوها.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما أنشئ التحالف ذاته أو بعضه دولة داخل إطار الدولة التي قال أنه جاء لاستعادتها وميلشيات داخل الجيش الذي جاء لنصرته.
- ضلت الحرب طريقها حينما تحول قادة المعركة ضد الحوثي إلى لصوص وتجار شنطة وبزنس ونسوا معركتهم الأساسية وباتوا من رجال المال والأعمال في الخارج.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما اسقطت الشرعية داخل "عدن" واسقطت مؤسساتها واستبيحت معسكراتها وتحولت المعركة من معركة ضد الحوثي إلى معركة ضد الدولة التي جاء التحالف لنصرتها.
- ضلت الحرب طريقها ذات يوم حينما وقف المواطن العادي أمام محل الصرافة ليرى الريال في مناطق الدولة ضعف الريال في مناطق الإنقلاب.
- ضلت الحرب طريقها حينما تلفت الناس لسنوات يمينا ويسارا فلم يجدوا لارئيسا ولا رئيس حكومة ولا وزراء ولا قيادات وكل ماسئلوا عنهم قيل لهم :" منعهم التحالف من العودة.
- ضلت الحرب طريقها لعشرات الأسباب والأسباب ولن ننتصر في هذه الحرب ولن تنتصر المملكة ولن تخرج منتصرة ونحن معها إلا متى ما أزيلت كل هذه الأسباب وصححت كل هذه الأخطاء وهذه ملاحظة من قلب إنسان لايتمنى لليمن سقوطا بيد الحوثي ولا للملكة التي هبت لنجدتنا خسارة .