توفي اليوم في القاهرة، الشيخ سنان بن عبدالله أبو لحوم أحد أبرز وجوه اليمن وساستها وزعماء البلاد طيلة العقود الماضية عن 100 عام توفي النقيب سنان بعد سجّل حافل من الاحداث والحضور والفاعلية الكبرى، لقد ظل أحد أقطاب البلاد ورموزها طيلة حياته قبل أن تجبره أمراض الشيخوخة على الغياب والتواري منذ أكثر من عقد.
في العام 2014م، جمعني مقيل باللواء الراحل / علي عبدالله السلال، وفي المقيل سألته: هل أصبح العم سنان أبو لحوم هو أكبر المعمرين من رجالات الجمهورية الذين لا زالوا على قيد الحياة ؟، فأجاب بالايجاب، وحين سألناه هل تجاوز عمر سنان مائة عام رد اللواء السلال مبتسما : (لو حسبناها على قدر ما غدغدنا فقد عمر عمي سنان اكثر من ثلاثمية).
أغلب الثوار ورجالات سبتمبر الاوائل كانوا يخاطبونه بصيغة العم، نظرا لتقدم عمره بما فيهم الشيخ الراحل عبدالله الاحمر.
ظل سنان جمهوريا صلبا دون مهادنة لخصومها، وشيخا قبليا متمردا على محاولات التطويع منذ بداياته في السجن كرهينة، واجه الامامة وزرع الألغام في مواكب دولة حميد الدين، وكان من فرسان الثورة الكبار.
اختلف في فترات متعددة مع السلال ثم مع القاضي الارياني ثم مع الحمدي، ومن اغرب الحكايات انه كان من أبرز المتحمسين لوصول صالح إلى الحكم عقب اغتيال الرئيس الغشمي، لكنه أغلب فترة حكم صالح كان على خصومة معه.
وكانت ابرز محطات خلافه مع الرئيس صالح فترة حرب 1994م التي كان يعارضها بشدة وبدا منحازا لموقف نائب الرئيس، الاستاذ علي سالم البيض وألقت هذه الخصومة بظلالها على ما تبقى من حياة الرئيس وسنان.
نقيب نهم وشيخ بكيل الأبرز، لم يتلقى من التعليم غير قدر محدود، لكنه كان من اكثر مشايخ اليمن اهتماما بالتعليم الاكاديمي لأولاده واقاربه وكان نجله الراحل الشهير د. طارق سنان أبو لحوم من أقدم شباب اليمن الذين ذهبوا لدراسة الطب في الخارج.
وقطعا لا يمكن نسيان السكن الجامعي الكبير (سكن سنان أبو لحوم) الذي أنشأه ليستوعب عشرات الاف اليمنيين من منتسبي جامعة صنعاء.
رحمك الله ياعم سنان وأسكنك فسيح جناته.