في أول لقاء لي بفخامة الرئيس هادي في مكتبه في القيادة العامة ، وكان حينها نائبا للرئيس ، رأيته يتلقى اتصالاً ويسأل هل توجد سفن للدولة الفلانية ( إحدى الدول الكبرى ) حول سقطرى اليوم ؟!
استمعت إليه بانتباه لكني لم أسأل ، وقدرت أن الأمر كان مهما ، وقد تكون له صفة الإستعجال !
كان غرضي من زيارة النائب، حينها، معالجة بعض شؤون دائرتي الإنتخابية ، ومنها توجيه يخص شخص( محمد محسن سالم) طالما شكى من الهضم ، وكتب النائب توجيها ، لكن مكتب الرئاسة اعتذر عن الختم على التوجيه ، باعتبار ذلك ليس من صلاحية النائب ! وكان الغرض في الحقيقة هو تقليص صلاحية النائب والحد من شعبيته..!
أصبت بالإحباط ، أنا وصاحب التوجيه.. وتعجبت مما يحصل في مؤسسة الرئاسة..
ولكن دارت الأيام ، فإذا بالنائب قد صار رئيسا ! وسألني صاحب الشأن ماذا يفعل ، فقلت خذ التوجيه لمكتب الرئيس ، ومن ثَم تم عرضُه على الرئيس من جديد..
وكتب : ينفذ !
ودائما فإن الأرض دوارة!
زارني بعض الإخوان من سقطرى ، عندما كنت في الإعلام ، وتبين أن ليس في سقطرى إذاعة..!
ووجهت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ، بتنفيذ مشروع الإذاعة سريعاً..
وقيل لي : لا توجد موازنة ! .. قلت : أعرف .. لكن تصرفوا ..! أعملوا مناقلة..!
ذهبت للتدشين بعد ذلك في يناير 2013 ، فإذا بمشروع الإذاعة يغطي في مرحلته الأولى مدينة حديبو وما حولها فقط ! ووجهت بسرعة تغطية الجزيرة كلها .. وعند تدشين المرحلة الثانية ، قالوا في المؤسسة كل شيء جاهز ، فلنذهب للتدشين .. ومحصت فتبين إن التغطية لا تشمل الجزيرة كلها ! فقلت غاضبا : إذهبوا وحدكم ! لعل مدير مكتبي في المؤسسة ، حينها ، بكر الضبياني يتذكر تلك التفاصيل !
والحقيقة كنّا نعيش في دوامات تخللتها صراعات وإعاقات وحتى محاولات إغتيالات وخلافة ! لكن سقطرى كانت وستبقى دائما وأبداً في قلوب الأحرار.
عند عودتي من الجزيرة ، اتصلت بفخامة الرئيس وأخبرته عن أحوال الجزيرة التي يعرفها جيداً ، وقلت : تستحق سقطرى يا فخامة الرئيس أن تكون محافظة.. وما هي إلا ستة أشهر ، واتجه الرئيس ليقضي العيد هناك في الجزيرة البديعة ، ومن هناك أعلنها محافظة ، وربما أنه قد نسي مقترحي .. لكني شعرت بفرح كبير لا يقل عن فرح أصحاب الجزيرة الحبيبة وسعادتهم . وباركت لفخامته وشكرته كثيرا..
وبحول الله سيعلن الرئيس هادي من داخل سقطرى ، أن سقطرى جزيرة يمنية حرة أبية . الرئيس هادي لن ينسى سقطرى أبداً .. وكل يمني حر لن ينساها..
بقي أن نقول لإخوتنا السعوديين ، ثقتنا فيكم كبيرة يا إخواننا ، واحترامنا لقيادة المملكة كبير جداً ، ولا يصح أن ترضى المملكة بعبث العابثين وطمع الطامعين في جزيرة سقطرى ، فيما السعوديون هم قوة الواجب هناك . وكان أولى أن لا يُطرد من الجزيرة ابنها ومحافظها المحترم رمزي محروس، المعين بقرار من فخامة الرئيس، بوجودكم يا إخواننا..