ضمير الغائب
الخميس, 02 أبريل, 2020 - 02:53 مساءً

قبل نحو عشرين عاما من الآن وبالتحديد في العام 2001 م كنت أكتب من تعزعمودا بهذا الإسم( ضمير الغائب)في صحيفة الناس الأسبوعية المحلية التي أسسها الزميل الصحفي حميد شحرة رحمه الله والذي توفاه الله في العام 2006م إثر حادث مروري بعد عودته من الحج .
 
وتجربة صحيفة الناس التي تأسست في العام 2000 لم تكن تجربة يمنية إعلامية عادية إذجائت في وقت كان اليمن أحوج مايكون فيها لتجربة صحفية قوية تخرج من رحم الصحافة الحقيقية بالإضافة لكونها تجربة شابة تثير الإعجاب وتبدو أكثر استقلالا من الصحف الورقية الأخرى .
 
في تلك الأثناء لم يكن هناك صحف ورقية حقيقية سوى بعدد الإصابع ولا أحب أن أذكرها الآن فلم تعد بالأساس موجودة لكنها كانت في ذلك الوقت من الصحف التي يمتلكها المرتبطون بالأمن السياسي اليمني ولاحقا أنشأ علي عبدالله صالح جهاز الأمن القومي وعين عمار صالح وأحمد درهم لاستقطاب الصحف والصحفيين وترهيبهم وترغيبهم وكذلك للضغط عليهم بوسائل عدة وكنت أنا واحدا من هؤلاء الصحفيين الذين عرض عليهم من قبل مسؤول في الأمن القومي اليمني.
 
العمل بشكل مباشر وغير مباشر مع هذا الجهاز وقيل لي بالحرف الواحد أيام عملي مراسلا للجزيرة في اليمن (كن مثل الصحفي فلان الذي يعمل معنا الآن ويخدم الوطن )وكان الوطن دائما هو الشماعة.
 
أتذكر في أحد الأيام أن مسؤولا كبيرا في جهاز الأمن القومي قبل2011م رفع سماعته وطلب مني أن أعطيه شريط اجتماع عقدته المعارضة في أحد مقرات الأحزاب فأبلغته أنني لا استطيع.
 
كان أحمد درهم يستدعي الصحفيين واحدا تلو الآخر وزرته في مكتبه مرتين على الأقل وفي أحد اللقاءين أبلغني أنهم يتنصتون على الجميع لكن لديهم أوامر بعدم كشفها وكان ذلك بعد تنصت على مكالماتي الهاتفية وزعت على بعض الأصدقاء في 2006م.
 
لاحقا وتحديدا في 2016 أتيحت لي فرصة للإستماع لمكالمات هاتفية لعلي عبدالله صالح شخصيا في العام 2013م يأمر فيها صحفي معروف في تلفزيون اليمن اليوم باستضافة شخص في برنامجه ويعطي أوامر لمسؤول في صحيفة اليمن اليوم التي كانت تصدر بصنعاء بكتابة عمود أولقطة في الصفحة الأخيرة عن شخص وقضية بعينها.
 
وأتذكر في بداية2000م عندما كنت أعمل محررا ثقافيا بصحيفة الثورة أيام كان علي ناجي الرعوي رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير كنا نصحو على مجموعة لقطات في صفحتها الأخيرة ضد سياسيين أوزراء أوحتى رؤوساء حكومات جميعها من إنتاج علي عبدالله صالح في الساعات المتأخرة من الليل أوالفجر.
 
أعود إلى صحيفة الناس مرة أخرى لأقول بأن الظروف التي نشأت فيها كانت صعبة ولكن حميدشحرة مؤسسها ومالكها كان قادما من تجربة ثرية في مجلة نوافذ التي كانت تصدر آنذاك عن المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية بصنعاء التي تآمر عليها فيمابعد الجناح المتطرف في حزب الإصلاح وكانت تضم مجموعة جميلة وذكية من الصحفيين في مقدمتهم نصرطه، وسعيد ثابت ،وحميد شحرة ،وجمال أنعم، ثم انضم إليهم محمود ياسين، وعادل الأحمدي، ونبيل الصوفي ،وكنت أنا حينها في تعز أساهم ببعض المقالات والقصائد وكانت نوافذ تجربة ثرية واستوعبت الجميع من كل الأطياف.
 
مجموعة المؤسسين لنوافذ أقلام وأسماء متميزة وكان كل عدد يحفل بمقال أو بحث أو تحليل لأحدهم وجميعهم لديه خبرة في الصحافة والكتابة والحياة.
 
عمود قصير هو كل مايحتاجه صحفي شاب مثلي في صحيفة مثيرة وشابة ك(الناس)وكنت من الذين يعتقدون بقوة تأثير الصحافة ووسائط الإعلام أيا كانت وأتحدث دائما عن قوة التأثير وقبلها كان لي تجربة مع صحيفة الثقافية التي كانت تتبع الجمهورية الصادرة من تعز وكانت الصحيفة الأكثر توزيعا وقراءة آنذاك بسبب مشاغباتها الثقافية والفكرية وإدارتها الصحفية الجريئة للزميل سمير اليوسفي .
 
حقق لي هذالعمود الذي استمر حتى ماقبل عملي مع الجزيرة عام 2004م الكثيرفقد كان تأتيني الكثير من الإتصالات المشجعةوردود الفعل وأحيانا كانت كثير من السفارات المعتمدة في صنعاء تتصل للتعبير عن إعجابها أو استفسارها وغيره.
 
تذكرت كل ذلك وأنا الاحظ عدد المقالات التي قرأتها خلال فترة الحجر الصحي (خليك في البيت).
 
بعد أن انقطعت فترة عن تتبع المقالات والكتاب وكذلك وأنا أرى أن الناس قد عادوا لزمن الكتب والروايات والإقبال عليها في زمن الكورونا.
 
فهل عاد زمن القراءة؟!!
 

التعليقات