يتعاطى بعض نشطاء الإصلاح مع السياسة في بعض جوانبها، على أساس أنها "إقامة الحجة على الناس"، وهذا من البساطة بمكان، وهو أقرب إلى فهم خصوم تشاجروا على الحقول الزراعية، وأقرب إلى لحن القول عند الوعاظ .. من أقام الله بهم الحجة على الناس هم أنبياء، وقد رحلوا إلى السماء جميعا..
بينما يعرف علي صالح عباس بن فرناس بن عفاش السياسة في بعض جوانبها، على أساس أنها "لوك أحذية"، فالرجل علمته الأيام والليالي، كسب الصداقات، وأنهى الخصومات، ودأب على ممارسة الصراعات، وتخلص من الأعداء بأسلوب رجال العصابات، وفي تعريفه معان منها الصبر، وقوة التحمل حتى الحصول على المكاسب، حتى ولو مضغ أحذية مقطعة.
باعتباري عفاشي قديم، فإني أميل إلى تعريفه السابق، ولا أميل إلى تعاطي الفقهاء أعلاه، والذي لا يعدو أن يكون من باب "قاقلنا لهم" وأشهد يا الله، فهم بلا تجربة وبلا منهج سياسي، وكل ما لديهم أرواح طيبة، وفكر عتيق يصلح في الفلكور الشعبي والأحياء القديمة، ذات الأبواب المنحوتة، والشرفات البارزة من الأبنية المهجورة.
أولئك ليسوا كل نشطاء الإصلاح، وإنما بعضهم ممن تركتهم قيادة الجماعة يتزحلقون بين أبواب الطاعات والقربات في "الجماعة المباركة"، ونسيت أنها أحدثت ضجيجا كبيرا اسمه حزب سياسي.
تعلمت القيادة الصبر والصمت، وأورثت أتباعها الوعظ، والصلاة في وقتها، وقول الحق عند السلطان الجائر، فقالوها ل" علي صالح"، ونسوا أن سلطان الزمان قد تغير وأصبح" هادي" الذي لا جور معه، ولا في سلوكه طغيان، ولأنهم لم يدركوا ذلك، مازالوا يظنونه سلطانا جائرا، وفي كل نازلة يحملونه الوزر.
في مفاوضات الكويت درسا بليغا في الصبر على التعاطي مع الشأن الدولي بشكل عام، لم نعد قضية تخص سنحان وشعب الدبا، فبفضل" أنصار البُقري" الذين أعلنوها حربا عالمية عالمية، قد صارت اليمن قضية دولية.
اعتبروا الحوثي" مكلف خيبة"، والصبر على المكلف الخيبة يورث زوجها الهيبة، هي تهذي وتهد وترعد، وهو "صابر ولا رحمة، وساكت ولا كلمة" ويُعطي الهيبة من صبر، و"من صبر ظفر".والي أوله 2216 أخره 2216 ، وفي اليمن وحدها كل الطرق تؤدي إلى القرار 2216، والصبر طيب.
مقال خاص بالموقع