الأخوة في الإمارات، لا يجاملوننا حتى ببيان يؤكد على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه..! كثير منا يمكن أن يطيب نفوسهم بيان من الإمارات..! ولكن بالطبع ليس كالبيان الذي جاء بعد الضربة الجوية المليء بالإستعلاء والتعسف والغطرسة، والإدعاءات الباطلة..
والحقيقة، فإن الضربة الجوية الإماراتية "الشقيقة" التي تعرضت لها قواتنا المسلحة في عدن، لم تبق على الكثير، بيننا وبين "أشقائنا" في الإمارات..بل لعلها لم تبقِ على شيء للأسف..ويبدو أن ذلك لن يؤسفهم ولا يعني لهم شيء..
كانت - أي الضربة- بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير..والإمارات قبل هذا وبعده، تدعم تفتيت اليمن وتفكيكها ..إيران والإمارات لا يقلان خطرا، عن بعضهما،بالنسبة لليمن.. إيران تدعم مليشيات الحوثي التي تهدف إلى السيطرة على اليمن، أما الإمارات فهي تدعم مليشيات الإنتقالي التي تهدف إلى تفتيت اليمن..ولذلك،يرى كثيرون أن الإمارات ومليشياتها أكثر خطرا من إيران، لأن خطر السيطرة على الحكم والبلد يظل مؤقتا في كل الأحوال، مهما طال، أما خطر التقسيم والتفتيت، لو حصل، لا سمح الله، كما تخطط له الإمارات ومليشياتها،فقد يدوم قرونا، أو إلى الأبد، مع ما يكتنف ذلك من تناحر وإحتراب أهلي أبدي.. إيران على لسان خامنئي نفسه، قالت إنها مع وحدة اليمن..! الإمارت لم تقل ذلك ، وإنما تقول وتفعل العكس ..! إيران قد تتحدث بنعومة، لكنها تتصرف بخشونة وتدعم إجرام الحوثي ، أما الإمارات فخشونة في كل شيء،و تقتل قوات الشرعية بالطيران..! حتى أن أحدهم، قيل إنه مقرب جدا ، قال إنهم سيحولون قوات الشرعية إلى "مقلقل" لو هي حاولت أن تنتصر للشرعية وتعيد الأمور إلى نصابها في عدن..! وقال مقرب آخر : لن يبقى بعد الآن اليمن واحدا.. الشيخ محمد بن راشد انتقد مثل هؤلاء، ولكن قيادي إماراتي آخر كبير، انبرى يدافع عنهم ويشجعهم ..
ندرك أننا، نحن اليمنيين، نعيش مرحلة مأساة وطنية، وتشرد قاسي مرير ، وإذلال غير مسبوق في تاريخنا اليمني ، وأننا نعيش تحت رحمة أباعد وأقارب.. ولا بأس أن نكون مجاملين ودبلوماسيين إلى أبعد حد مع "أشقائنا “ مثل ما أفعل كثيرا، ويفعل كثيرون غيري، ولكن عند ما يتعرض بلدنا لخطر وجودي، مثلما هو الحال الآن،فيجب أن نصرح، على الأقل، بشيء مما يعتمل داخل نفوسنا، مع أن الواجب أن نصرخ بكل صوتنا حتى يسمعنا كل من في الأرض ومن في السماء، وتلزم المصارحة والصدق مع النفس ومع الأشقاء، قبل أن ندخل نحن وهم معا، في متاهات أوسع وتعقيدات أكثر ، وضياع لا نهائي لشعبنا وبلدنا..واستغرب عندما لا يزال هناك الآن مجاملون أكثر مما ينبغي، وصامتون على كل شيء، على الرغم من كل ما يحدث، فما بالك وأنت ترى من قد ينطق ضد بلده وأهله ،باطلا وزورا، وكفرا..