لن يلتزم الحوثيون بشيء، حتى وإن حضروا الكويت. ببساطة لأنهم لا يملكون أمرهم. ما أبشع الارتهان للآخرين؛ يُظهر الحيوانية بجلاء، ويصنع منك كائن بلا هوية وبلا ضمير أيضا.
سيحاول وفد الانقلاب الضغط أكثر بتأخر حضوره، وبالغضون سيعيد ترتيب صفوفه العسكرية لشوط آخر من الحرب.
يستخدمون حجج واهية، هي من صنعهم، للضغط والتنصل في ذات الوقت. من ضمن حججهم أنهم لا يريدون الذهاب إلى الكويت إلا بعد وقف إطلاق النار. من الذي يخرق وقف إطلاق النار؟! فقط كفوا أيديكم والجموا أفواه مدافعكم، وسيكون ذلك.
يريدون للغارات أن تتوقف. الغارات متوقفة فعلا، وإن نُفذت فهي ردا على خرقهم الوقح والمستفز للهدنة، ومهاجمة المواقع وقصف الأحياء السكنية. فقط أوفوا بعهودكم ولو لمرة، ولن يحدث كل ذلك. ثم من أحضر الطائرات والغارات إلى وطننا الآمن؛ أليست حروبكم الداخلية الغير مبررة، وتسليمكم مقدرات الوطن بلؤم للسافاك والحرس الثوري الإيراني؟!
الأمر أسهل مما تتخيلون. حتى حججكم في التلكؤ من الذهاب إلى الكويت، مقدور عليها، ومفتاحها بيدكم أنتم. لكنه الارتهان بالقرار، والعمل بالمقاولة على حساب الوطن. الوطن الذي لم تستشعروا قيمه يوما، سوى كمسرح لأعمال النهب واللصوصية.
حكم الله والشعب ألا يتم مؤتمر الكويت وغيره، لأن مكانكم الطبيعي المقاصل وعُقد المشانق. دمرتم كل شيء؛ قتلتم آلف الأبرياء، سواء في صفوفكم أو مناهضيكم. أكثر من 100 مليار تكلفة إعادة الإعمار؛ أما الأرواح فلا تُعوض. مزقتم نسيجنا الاجتماعي؛ قتلتم وحدة المحافظات، وليس الشمال والجنوب وحسب. قتلتم الأمل في أرواح المساكين، قطعتم أرزاقهم. لم يزدهر شيء بقدر الموت والمقابر؛ بقدر السلاح والاحتراب.
لو أنكم تملكون قلوب بشر، لانسحبتم من حياة اليمنيين. لو أنكم تمتلكون ماءً في وجوهكم، لعدتم مغاراتكم، لأنها المكان الملائم لأفكاركم اللاإنسانية. تخلوا عن إيران، لأن نماذجها ماثلة للجميع (العراق، لبنان سوريا، العراق). تخلوا عنها لتنقذوا ما يمكن إنقاذه. كفوا عن الكذب واستخدام "التقية"؛ ليس التخلي عنها عبر التصريح لوسائل الإعلام، كما شاهدنا طفرة التصريحات خلال الأسبوع الماضي. تخلوا عنها بصدق، وستكون الأمور على ما يرام.