منذ البداية، انضم أبو العباس لمقارعة الانقلاب مع بقية أفراد المقاومة الشعبية، ولم يكن يذكر خصوصا مع ابتعاده عن الكاميرات بحجة أن التصوير حرام.
لم يشأ أبناء تعز أن يظلوا كيانا مليشويا، وسارعوا في بناء كيان عسكري، كون معظم المنضمين للمقاومة عسكريين منشقين.
شعر بعض منتمي أحزاب تعز بالخوف من نواة الجيش، واتهموها بالانتماء للإصلاح، مدعيين أن المنضمين جلهم منشقون عن الفرقة الأولى مدرع.
بدأ بعض الأحزاب الصغيرة بتلميع أبي العباس السلفي، رغم أنه في اقصى اليمين وهم في أقصى الشمال. هم يدعون إلى الانفتاح وهو يجرم التصوير والمصورين؛ رغم أن مسؤول جبهته الإعلامي مصور ويساري، اكتفى بتربية ذقن صغير وحسب.
كان على هؤلاء البحث عن داعمين فقط، ولحسن الحظ أن هذه المواصفات تروق طرفا ما في التحالف، ولا يزال يخوض تجربة مماثلة في الجنوب المحرر، ساء سيطها بين المواطنين إلى درجة مساواتها بفداحة الانقلاب ككل.
كان طائرات الإمداد تزور الجبهة الشرقية مرتان في الأسبوع لإسقاط الشحنات العسكرية والمؤن، فيما يضطر الجيش الوليد لشراء الذخائر من الأسواق السوداء.
كان أبطال جبل هان- من أهم الجبهات- يذهبون ويعودن من وإلى الجبهة مشيا على الأقدام أو عبر الدراجات النارية، مما جعلهم عرضة الرصاصات الصديقة التي اغتالت أرواحهم؛ فيما المدرعات والأطقم ترسل لجبهات أبي العباس.
في تلك الغضون، كانت أقلام وحسابات حملة المباخر تمجد القيادي السلفي وتنال من قيادات الجيش الوطني، حتى وهو يجتاح مؤسسات الدولة التي قاومنا من أجلها، بذريعة ملاحقة طفل أخرق صنعته ذات الأقلام للمهمة.
لم يكن العامة ليضيقوا ذرعا بمقاوم بحجم أبي العباس، إلا بسبب شلة الأنس الذين زينوا له التمرد والأحزمة، ووجدوا له الداعم الرسمي الذي أحال المناطق المحررة إلى جحيم، وصادر الجزر والموانئ وبنى القواعد العسكرية.
من صنع فزاعة أبي العباس ونفخها في الهواء هي تلك القائمة المتضامنة معه. انظروا إلى أسمائهم اسما اسما، وهل يغني تضامنهم شيئاً وطائرات الدرونز تحلق في سماء المدينة طوال اليوم، كالطيور آكلة اللحوم على جيفة تموت منذ ثلاث سنوات، ولم تمت.
أبي العباس مجرد اسم من حزمة أسماء كضحايا لتلك القائمة ولإعلاميي الغفلة الذين أوصلوا الرسالة على أكمل وجه عن مدينتهم، كحضن دافئ للجماعات الإرهابية. هناك بشكة لا يزالون في عدن يتوددون للتحالف لعمل حزام أمني سلفي للمدينة لإتمام صفقة وصمها بالإرهاب؛ وبدلا أن تكون مدينة مقاومة ستكون مدينة إرهابية ومسرح للطائرات بدون طيار.
إنها ثلاث سنوات يا مقاومة الغفلة، ولم تحرروا مدينتكم، واستنفدتم قوتكم لفرد العضلات على بعضكم. حصلتم على فرصة ذهبية لتحرير مدينتكم، لكنكم ظليتم توجهون فوهات البنادق إلى رؤوس بعضكم البعض.
هل أدركتم فداحة فرقتكم، وانحياز أهدافكم عن الطريق، والارتماء في أحضان الاستقطاب والتفريخ؟!
آمل ذلك!