إما أن التحالف العربي مشوش ولم يحسم خياراته بعد، أو أن قراره ليس بيده، وهو ما أرجحه.
وإلا فإن تلكؤه في حسم المعركة وتباطئه في كثير من ملفاتها، كملف تعز مثلا، لا يمكن تفسيره أو تقبله كأمر طبيعي ومما يحدث في المعارك في العادة.
هل لا يزال التحالف العربي مشوشا ولم يحسم خياراته السياسية بعد؟!، لا أظن ذلك، فمن يدخل حربا مصيرية كالتي دخلها الأشقاء الخليجيون لابد وأن يكون تصوره واضحا للمخاطر ولما يريد تحقيقه أيضا.
لكن، هل ما يريده الأشقاء هو ما تريده القوى العظمى أيضا، والحديث هنا عن امريكا؟!، هذا هو السؤال.
فإن كان الخليجيون قد وجدوا أنفسهم مضطرين لمواجهة انقلاب مرعي من ايران في عمقهم اليمني، فما هي نقطة الإلتقاء المشتركة بينهم وبين القوى العظمى التي دعمت التدخل بقرار من مجلس الأمن؟، هل ثمة تطابق بين تقديراتهما للمخاطر، أو للأهداف؟.
فإن كان هدف المملكة هو القضاء على الانقلاب الحوثي وضمان عدم قيامه كتهديد في المستقبل، هل ذلك هو هدف أمريكا أيضا؟!، والتي لا يبدو أن الأمر يعنيها إلا بما يكفي لتأديب الحوثي لخروجه عن سياق الخطة المتفق معه عليها والتي لم يكن من ضمنها إمريكيا استهداف هادي.
فهي تبدو داعمة لعمليات التحالف العربي، لكن، ليس بالقدر الذي يستأصل الحوثي، بل وتبدو حريصة على إشراكه مرة أخرى في العملية السياسية، ليجد المسؤولون السعوديون أنفسهم مضطرين أكثر من مرة على ترديد القول إنهم يفرقون بين الحوثي كجماعة سياسية وبينه كمليشيا مسلحة انقلابية، مع أن لا فرق بينهما، وليس إلا لإرضاء العم سام.
فالمملكة لم تذهب لتفاهم الحدود الا أن أمريكا كانت ترغب في ذلك، فامريكا هي من لا تزال تقدم الحوثيين كطرف يمكن التفاوض والتوصل معه لحلول سياسية، وهي لا غيرها من ضغطت لمفاوضات سويسرا الأولى والثانية والآن لمفاوضات الكويت، مع عدم إبداء الحوثي لأي إجراءات مشجعة مطلوبة منه كإطلاق المعتقلين السياسين المضمنيين في قرار مجلس الأمن، أو فك الحصار عن تعز.
وفي ظل هذه الحسابات لا يسمح التحالف العربي للجيش الوطني بالتحرك إلا كالذي يختلس شيئا وببطء، لتبدو انتصاراتنا مجزأة ومسروقة من قوة غاشمة لا تريد لنا النصر..