لماذا على الضحية دائما أن تثبت أنها ليست الجلاد؟!، هي ليست كذلك بالفعل، والجلاد يعرف ذلك، وحتى شهود الزور يعرفونه أيضا..
فالغرض من استدراج الضحايا للتبرير بأنهم ليسوا جلادين، هو ليس لأجل قيم العدل والحق والخير، وإنما من أجل برمجتهم في اللا وعي بأن الظلم والانتهاك الذي يمارس عليهم هو حق من حقوق الجلادين فقط..
لم يبق ظلم أو انتهاك إلا ومارسه الحوثي من قتل وتفجير لبيوت الخصوم وتهجيرهم، وقصف للمدن، ولأسباب طائفية لا تخفى على أحد، إلا أنه مارس ذلك ويمارسه بكل راحة ضمير وعلى مرأى ومسمع من العالم ومنظمات حقوق الانسان، ولم يجد نفسه مضطرا حتى لتبرير ما يفعل، فيما تضغط القوى العظمى لأجل مكأفته على ذلك..
ولا أحد هنا يطلب من اليمنيين أن يكونوا نسخة أخرى من الحوثي، فهم ليسوا مثله ولن يكونوا، هو تعبير عن سلالة وأوهامها القروسطية، وهم شعب يناضل لأجل حريته ومستقبله، وثمة فرق بين من يقاتل لأجل أن يكون سيدا، وبين من يقاتل كي لا يكون عبدا..
ليس عليهم فقط الغرق في تبرير ما يفعلون فهو أنبل وأقدس من أن يبرر، والكل يعرف ذلك بدءا من الحوافيش المعتدين وانتهاء بشهود الزور من دول ومنظمات حقوق الانسان..
فالجيش الوطني والمقاومة حين يتخلون عن مبدأ المعاملة بالمثل مع الحوثي ليس لأن ذلك واجب عليهم، أو أنه بدافع الخوف من منظمات الزور، هو فقط لأنهم ينتمون إلى شعب أرقى من الحوثي وحثالته، وهم حين يتكرمون بهذا ليس عليهم أن يحرصوا على إثباته لأحد..