لم أستمع لخطاب فتى إيران وبائع أقدم مخطوطة يمنية للتوراة لإسرائيل، مع صالح..

وصلتني بعض المقتطفات عبر الواتس، هي عبارة عن إعادة رسائل قصيرة من قناة إيران في الضاحية الجنوبية، المسيرة..

هناك تركيز كبير، على دور أمريكا وتل أبيب في " العدوان".. ولا يمكن النظر الى ذلك إلا كإشارة ذات دلالة نقيضة..

كتبتُ أكثر من مرة : إذا سمعتم أو شاهدتم هجوما لفظيا عنيفاً على أمريكا من الحوثيين وصالح، فأعلموا أن الغرام بين واشنطن والى جانبها إسرائيل مع الحوافيش في الذروة ، وأن خطوط الاتصال ساخنة بين هذه الاطراف..

هذه الحدة والتوتر في خطاب حلف الإرهاب الإيراني، يمكن إستخدامها ترمومتر لقياس العلاقة بين الطرفين، بصورة عكسية، فكلما ارتفعت حدة الهجوم على واشنطن وإسرائيل وإدخالها في كل شاردة وواردة كان ذلك مؤشرا موثوقاً عن حجم الإتصال والتعاون..!

في كل خطبه يخصص زعيم ميليشيات الإرهاب الإيراني، مساحة واسعة، للحديث عن مشاركة " امريكا وإسرائيل في العدوان " وخدمة السعودية لتل أبيب..

وخلال الأيام الأخيرة، كثفت وسائل دعاية عفاش الحوثي، الحديث عن مشاركة مقاتلين إسرائيليين في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية،ضمن مخطط دعائي هش،جلب كل مرتزقة العالم الى اليمن، وكانت النكتة السخيفة، مقدمة لفضيحة تاريخية، كشفت عن تواصل وثيق واتصالات للحوثيين مع إسرائيل إنتهت بصفقة على يد "الشيطان الأكبر" أمريكا " العدوة".!
مع ذلك يواصل عبدالملك الحوثي، أداءه الإستعراضي المبتذل غير مكترث بأنه بات يشبه قرد بمؤخرة مكشوفة في حفلة سيرك غير ممتعة .. 

هو لا يكترث لأنه يخاطب أتباع باتوا في حالة خدر، يقاتلون وهم قابضون بأصابعم على مفاتيح الجنة، وعمى العصبية يغشى عيونهم ..!

جاءت الخطبة، والفضيحة لم تتكشف كل تفاصيلها بعد، وكل ما أشارت له الصحافة الإسرائيلية والعربية، أن تل أبيب دفعت أموالاً للحوثيين، لتهجير آخر العائلات اليهودية من اليمن، وأرسلت معهم أقدم مخطوطة يمنية للتوارة، لتكون الثانية بعد تلك التي أهداها صالح لرابين منتصف تسعينيات القرن الفائت..! 

الحق أن الصفقة، ليست بيع وشراء وقبض أموال فقط، بل الجزء غير الظاهر منها سياسي، وسيكون ثمناً في صيغة تسوية، تضغط أمريكا بكل ثقلها لإعادة إنتاج حلف الميليشيا في مشهد السلطة القادم..
هي استمرار لعلاقة قادت الى هذا الوضع الآن ، فانقلاب حلف الميليشيا جاء بتشجيع أمريكي، لدفع اليمن والمنطقة الى حالة إحتراب تأخذ صيغة طائفية، تمهد لتقسيم وضعت خرائطه.. إن واشنطن لا تستطيع أن تنفي أنها فتحت خطوط أتصال مع الجماعة المعادية لها بالشعارات، ونسقا معاً في إطار مايعرف " التعاون لمكافحة الإرهاب" ..
صفقة التهجير والمخطوطة، تتويج لإتصالات تقول الصحافة الإسرائيلية إنها تجري منذ أكثر من عام ..!

ببساطة تقول هذه الوقائع الصريحة التي لاتقبل التأويل ولا تنتمي لطائفة الإتهامات والرجم بالغيب: إن حلف ميليشيات الإرهاب الإيراني، لم تختطف اليمن والجزيرة العربية الى جحيم مخططات طهران وإسرائيل، بحرب تمزيقية طاحنة فحسب، بل مكلفة أيضاً بالتخلص من كل ميراثنا اليمني، وذاكرتنا الثقافية والحضارية، ضمن حملة تدمير شاملة لماضي اليمن كما الحاضر..
إنهم يتصرفون كأعداء حقيقيين، يمتلكون طاقة هائلة من الكراهية لكل ماهو يمني، ويريدون القضاء المبرم على البلاد..

لاشك، سيجد نتنياهو صباح الغد خطاب عبدالملك "العدائي" لتل أبيب على مكتبه، بينما يكون مازال ذاهلاً يحدق في تفاصيل المخطوطة، الكنز بالغة الأهمية التاريخية، وسيقتبس منها مع قليل من التحوير هذا النص ليرسله في برقية سرية الى صنعاء وصعدة : إستمر يا ولدي عبدالملك، أنت خروف الرب وقطيعك هم خرفان يرعون من أجل أورشليم...
باركك ياهو ..