قلك على قدر الحشد تقاس الأمور، وتطبخ التسويات.. احشد لك احشد. طيب، من قال إنه الحوثيين والا المؤتمر ما عندهم شعبية؟؟
إلا معاهم شعبية، وشعبية كبيرة، ولو كانت جرت انتخابات، ممكن يفوزوا وبدون مغالطة.. نعم احتمال كبير. وبعدين، تستطيع الحشد بطرق كثيرة، وتُخرج الملايين، بالترغيب أو بالترهيب. مالنا.. لا قيمة للحشود، ولا نلتفت لها أصلا، لأنها تُغرد خارج السرب. حشود ضرار في زمن الحرب؛ الحرب الذي صنعها هؤلاء ودمروا كل شيء. عن أي حشد تتحدثون؟!
مشكلة الحوثيين أنهم مليشيات مسلحة، مالهمش في السياسة، واستخدموا شعبيتهم في المكان الخطأ، واجتاحوا العاصمة والمدن، وقتلوا الدولة، وقتلوا معها الآلاف من اليمنيين، ودمروا المدن. الآن، الحوثيون متمردون، سواء كانوا كثير أو قليل، ومخرجهم الوحيد موجود، إلقاء السلاح، والانسحاب من العاصمة والمدن، وانتظار حكم الشعب عليهم. مالرسائل التي بالإمكان إرسالها من حشد كبير أو صغير، لا شيء. لأن ذلك لا يعفي من كونكم مليشيات إرهابية، ولاءها طائفي أثبتته الأحداث. ما قيمة الاستعراض بالحشود، وقد دمرتم كل شيء، قتلتم أبناء جلدتكم، مزقتم النسيج الإجتماعي، بلا سبب سوى تنفيذ أوامر إيران.
مشكلة المؤتمر، كذلك، أنهم تركوا العمل السياسي، وتحولوا إلى قتلة مأجورين، ومخربين، رضوخا عند رغبة زعيم حزبهم، المصاب بكل أدواء الشخصية. قبِل الناس بالمؤتمريين، والرئيس منهم، بنصف حكومة، معظم مدراء المديريات، مدراء عموم المكاتب في المحافظات، بل ومحافظين وفي كل مفاصل الدولة. لم ينتقم منهم أحد، لأنهم في النهاية سياسيين، كيفما كانوا. لكن كمليشيات ارتكبت خلال عام أبشع الجرائم، قتلوا الأطفال، دمروا المدن، وحاصروا من تبقوا أحياءً، بلا غذاء، ولا دواء، حتى اسطوانات الأوكسجين للمرضى مُنعت عنهم.
لا ورب الكعبة. احشدوا أولا تحشدوا، أنتم خنتم شرفكم المدني، وتحولتم إلى مليشيات غبية، تقتل حسب الطلب. انظروا إلى التحول الرهيب، من سياسيين يتصدرون مناصب دولة، إلى مليشيات أقل ما يمكن الإطلاق عليها إرهابية.
هل تظنون أننا سامحون لكم بالعودة لإفساد الدولة التي ننشُد؟! دولة لنا ولكم، للجميع، لكن كمواطنين صالحين، لا كقطعان مسلحة تُدمّر، لا كسياسيين حمقى لا يعرفون من أمور السياسة سوى الطاعة العمياء للزعيم. لقد أخذتم عقودا، دمرتم معنى الدولة، خصخصتم الجيش، كدستم السلاح، وعدتم لتأديب المواطنين. أخذتم فرصتكم كحكام مطلقين، وأخذتموها كشركاء متشاكسين. تنصلتم من ذواتكم الفاسدة، وقدمتم لمكافحة الفساد، وجئتم بفساد لم يعرف له العالم مثيلا، ومن ثم أشعلتم الحرب في كل شبر من الوطن.
لماذا ذهبتم عدن، لماذا اجتحتم تعز، ومحافظوها ومجالسها المحلية تحت إمرتكم، معسكراتها وأمنها تحت قيادتكم؟! كيف سمحتم لأنفسكم بالتحول إلى غولات، دمرت كل شيء، قتلت كل ما ينبض بالحياة، مزقت أواصر الوطن إربا. جايين اليوم تحشدوا مظاهرات.. بعد أيش؟! ولصالح من تحديدا! إنكم لا تزالون في ضلالكم القديم، ولن تصحوا من سكرتكم.
لو أنكم تركتم صالح المأفون، وبقيتم كسياسيين، لعدتم إلى الحكم مجددا، ولحافظتم على مدنيتكم، على الأقل. لو أنكم تتطهرتم من رجسه، وأدركتم ما يجري، وعدتم، لوجدتم الشعب غفارا. لكنكم تحولتم إلى بهائم في حضيرة صالح الحوثي، دمرتم وطنكم. كنتم وقودا لشره وحقده على الوطن، وها أنتم تخرجون اليوم كقطعان حيوانية، لإشلاع غرور الزعيم، ليبحث عبركم عن مخرج. إن مكان عفاش والحوثي، وكل من حمل السلاح واجتاح المدن، إن مكانهم المقاصل والمشانق، كأقل تقدير، لقاء ما اقترفه حقدهم في عام واحد فقط. سيذهبون، اليوم أو غدا، وستحملون أنتم اللعنات والخزي، وسيبصقُ البسطاء على وجوهكم المتعفنة.