استبشرنا خيرا بدعوة كل من الدكتور محمد الميتمي وزير الصناعة والتجارة اليمني في الحكومة الشرعية ، التي يقيم وزراؤها بصورة دائمة في الرياض منذ الانقلاب الحوثي على السلطة الشريعة في اليمن أواخر العام 2014، والسفير اليمني لدى جمهورية مصر العربية الدكتور محمد المارم ، دعوتهما واستضافتهما للعالمة اليمنية وخبيرة الاقتصاد المعرفي العبقرية د. مناهل عبد الرحمن ثابت ، يوم الأحد الماضي في مقر البعثة اليمنية في القاهرة..
وقلنا إن هذه الخطوة وهذا الاستقبال، رغم تأخره بعد أن بح صوتنا منذ عدة سنوات، ونحن ننادي حكومتنا الشرعية، وندعو أعضاءها للاستفادة من خبرتها الطويلة خاصة في مجال تخصصها الاقتصاد المعرفي. بغية تطوير الاقتصاد اليمني ، وإيجاد حلول لإنعاشه بعدما انهار بصورة كلية جراء نشوب الحرب منذ أواخر العام 2014.
لكن وللأسف الشديد كانت تواجه نداءاتنا تلك بوعود رسمية مستقبلية لا تنفذ على أرض الواقع ، ويخسر اليمن مزيدا من المقدرات الوطنية وتذهب قيمة المعونات الاقتصادية والغذائية ، والدعم الخارجً التي تقدمه دول التحالف العربي ، ومنظمات الأمم المتحدة إلى ُسبل غير رشيدة ، وتؤمن وَتُوكل إلى شخصيات غير نزيهة ولا مؤهلة اقتصاديا ، ومن العار أن تكون محسوبة على الحكومة الشرعية ومقربة من القيادة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه هادي.
نختم بالقول نعم خطوة ممتازة ويمكن البناء عليها مستقبلا للاستفادة من العقول اليمنية واستغلال طاقاتها المهنية لصالح اليمن وطنها الأم .. فمن العار أن تكون ثمار تلك العقول اليمنية الجميلة أمثال الدكتور مناهل ثابت للخارج اليمني للأسف الشديد، وبلدها في أمس الحاجة لها ولخبرتها الاقتصادية الطويلة.
لكن شريطة تكرار مثل هذه الاجتماعات ، وان تؤدي إلى ورش عمل اقتصادية بقيادة الدكتورة ثابت ، ومتخصصين من وزارة الاقتصاد اليمنية، لتدريبهم على طرائق اقتصادية ناجعة ، وإيجاد حلول وسبل لمعالجة الاختلال الاقتصادي الحادث الْيَوْمَ للاقتصاد اليمني ، بسبب مآلات الحرب الطاحنة هناك .
نكرر أن لقاء السفير اليمني في القاهرة الدكتور المارم ووزير الاقتصاد اليمني الدكتور الميتمي بالدكتـورة ثابت يعد لقاء هاما بكل المقاييس.. وتأكـيد الوزير الميتمي على ترحيب الحكومة بجهود الدكتورة مناهل والاسـتفادة من خبراتها وعلاقاتها الدولية، وأشـار إلى أن الحكومة الشرعية، تعـمل على تطوير إطار الشراكة مع القطاع الاقتصادي الخاص والمجتمع المدنـي في اليمـن وبيـوت الـخبرة، بما يهدم جهود إعادة الاعمـار وانعـاش الاقتصاد اليمني ، و تقدم بالشـكر للسفير المارم على مبادرته بدعوة الدكتـورة مـناهل ثـابت لحـضور هذا الاجتماع والاستــفادة من خـبرتـها فـي النـقـاش ذاتـه .
نختم بالقول مراراً وتكرارا أنه إذا لم يتل هكذا اجتماع بالعديد من ورش عمل اقتصادية ، بحضور خبيرة الاقتصاد المعرفي الدكتورة ثابت، وبصورة مؤطرة على المدى الطويل ، سوف يقتصر دوره على الترويج الإعلامي ليس إلا للحكومة الشرعية وسفرائها، بأنهم يعطون العقول الاقتصادية اليمنية ذات الخبرات ، الكثير من الدعم الرسمي والإعلامي معا .. وتسليط الاضواء عليهم لذر الرماد في العيون، لا أقل ولا أكثر . نُصحنا من قبل الكثير من أبناء شعبنا اليمني المسحوق في الداخل اليمني ، أن لا نطرق أبواب وسفارات حكومتنا الشرعية ، لطرح العديد من القضايا الوطنية ، لأن ذلك مثل النفخ في قربة مقطوعة كما يقال .
فالعديد من أعضائها ووزرائها باتوا مثل الميت الذي لا يحرك ساكنا أو يوقف متحركا ولا يسمع أو يشعر بشيء من حوله ، حرب أو سلماً .. فالضرب في الميت حرام
.لكني أدرتُ ظهري كليا وقلت دوري كإعلامي التذكير وفتح الكثير من القضايا الوطنية على مصراعيها، وأمام الرأي العام العالمي ، وأمام حكومتنا الشرعية ، لعل وعسى يفيد الضرب وحروف قلمي التي ليس لها اَي دوافع شخصية أبدا.. في إيقاظ بعض الروح الحية في ذلك الميت في جسد حكومتنا الشرعية ، التي ليس لنا سواها حتى نقيم فسادها وأعوجاجها ، بعون الله ثم بالمخلصين من أبناء اليمن وإن قلوا.
* عن القدس العربي